فيما تتواصل العمليات التركية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني، عقدت القيادة التركية قمة أمنية صدر عنها بيان تضمن قراراً باتخاذ تدابير جديدة لمكافحة حزب العمال الكردستاني الانفصالي.بينما ارتفع عدد القتلى من الجنود الأتراك جراء المواجهات مع الحزب الانفصالي إلى 15 قتيلاً خلال الأيام الثلاثة الماضية، وذلك في خضم التصعيد الجديد، الذي يمارسه حزب العمال الكردستاني في الأسابيع الأخيرة. ففي آخر الأنباء، أفادت تقارير بمقتل طفل و3 جنود جدد في هجوم شنه متمردون أكراد، واستهدف حافلة تقل جنوداً قرب اسطنبول. ونقلت قناة CNN التركية أن انفجاراً استهدف الحافلة ما أدى إلى سقوط القتلى الثلاث، بجانب عدد غير محدد من الجرحى. وأضافت أن طفلاً قتل في الانفجار. وتتواصل العمليات العسكرية التركية في منطقة شمدنلي، حيث ذكرت وكالة جيهان التركية للأنباء أن عدد قتلى الجانبين التركي والكردي عقب "الاعتداء الإرهابي على وحدة عسكرية حدودية في ولاية حكاري" بلغ 12 جندياً تركياً و19 متمرداً كردياً. فقد ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن جندياً تركياً قتل وأصيب آخر بجروح ليل السبت الأحد في الهجوم الذي استهدف ثكنتهما قرب بالو شرق تركيا، ما يرفع الحصيلة إلى 12 جنديا في غضون يومين، وفقاً لما نقلته صحيفة أخبار العالم التركية. ويقول الجيش إن 12 مسلحاً قتلوا في الرد الفوري للجنود. وقصف الطيران "طوال النهار" مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، كما جاء في بيان للجيش. وتقدر أنقرة بحوالي 2000 عدد المتمردين الأكراد المتحصنين في شمال العراق. من جهة أخرى، أكد الجنرال إيلكر باشبوغ، القائد العام للجيش التركي، أن قوات بلاده تعتمد بشكل أساسي على الطائرات العاملة دون طيار، التي اشترتها من إسرائيل أخيراً، في المعارك الدائرة بينها وبين المقاتلين الأكراد التابعين لحزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية الوعرة مع العراق. وذكر باشبوغ أن قواته تعتمد على طائرات "حيرون" منذ أكثر من عشرة أيام، للاستطلاع في مناطق المعارك، وهو أمر قال خبراء إنه قد يصعب تطبيق القرار التركي بمقاطعة إسرائيل بسبب مقتل تسعة ناشطين أتراك على متن "أسطول الحرية" المتجه إلى غزة، باعتبار أن أنقرة ما تزال تعتمد على بعض أوجه التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية. ويبدو أن هذا الأمر لفت انتباه بعض الصحافيين الأتراك، كما هو حال لالي كمال، أحد كتاب صحيفة "زمان"، الذي قال "هذا تناقض جديد بين الرغبة في تجميد العلاقات مع إسرائيل والحاجة إلى بيانات طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية والقدرات التكنولوجية التي لا تمتلكها تركيا، ولكنها تحصل عليها من إسرائيل". يشار إلى أن أحد الصحفيين سأل باشبوغ عن الدور الإسرائيلي في التدريب على استخدام طائرات "حيرون" وما إذا كان مستمراً فرد الجنرال التركي بالقول "لقد جرت عمليات التدريب وانتهت، واليوم لدينا طاقم محلي قادر على قيادة الطائرات ونحن نستخدمها بأنفسنا". وأضاف باشبوغ أن طائرات "حيرون" تحلق في المجال الجوي العراقي لجمع معلومات عن عناصر حزب العمال ومعسكراتهم، وذلك بالتنسيق مع القوات الأمريكية.