أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستشكل لجنة داخلية خاصة للتحقيق في الأحداث، التي صاحبت هجومها على أسطول الحرية نهاية الشهر الماضي، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات. وفورا أعلنت الولاياتالمتحدة ترحيبها بالخطوة واعتبرتها هامة.وأعلن مكتب نتنياهو في بيان، أول أمس الأحد، عن تعيين رئيس المحكمة العليا المتقاعد ياكوف تيركل رئيسا للجنة تحقق في الأحداث المتعلقة بمنع إسرائيل سفنا من الوصول إلى غزة، في 31 ماي الماضي، حسب البيان. وقال بيان مكتب رئيس الوزراء إن الحكومة سوف تصوت، أمس الاثنين، على القرار النهائي بتشكيل اللجنة. وتشتمل اللجنة على مراقبيْن أجنبيين -حسب ما ورد في البيان- هما الإيرلندي دافيد ترمبل حامل جائزة نوبل للسلام، والقاضي الكندي السابق كين واتكين. وأضاف البيان أنه "بسبب الظروف الخاصة للحادث تقرر تعيين خبيرين دوليين يعملان مراقبين" وأكد البيان أن ترمبل وواتكين "لن يكون لهما الحق في التصويت في ما يتعلق بالإجراءات والنتائج التي تتخذها اللجنة". وقال نتنياهو لكبار أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه إن تشكيلة اللجنة وتفويضها جرى تنسيقهما مع الولاياتالمتحدة. من جهته، رحب البيت الأبيض بالخطوة الإسرائيلية وقال إن "إسرائيل خطت خطوة هامة" نحو تشكيل لجنة تحقيق، وإنها قادرة على إجراء تحقيق حيادي ذي مصداقية. وأضاف البيت الأبيض أنه يتوقع أن يكون التحقيق سريعا وأن يتم الكشف عن نتائجه للعلن، وقال إنه لن يصدر حكما مسبقا على نتيجته. وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أنه "في الوقت الذي يتعين فيه إعطاء الوقت لإسرائيل لإكمال تحقيقها، نتوقع أن يجري ذلك على وجه السرعة". وأشار غيبس إلى أن "الولاياتالمتحدة انضمت إلى المجتمع الدولي في إدانة تلك الأعمال التي أدت إلى تسعة قتلى والعديد من الجرحى على متن القافلة، ودعمت القيام بتحقيق محايد وشفاف وذي مصداقية". من جهة أخرى، قال الأمين العالم لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إن العرب أخطأوا في الدخول في عملية سلام لا نهاية لها، مؤكدا أنه ابتداء من بداية سبتمبر المقبل سيكون للعرب موقف جديد وحاسم إذا لم يحصل تقدم حقيقي في عملية السلام. وأكد موسى في مؤتمر صحفي عقده في غزة في ختام زيارة هي الأولى منذ الحصار الإسرائيلي عام 2007، أن زيارته للقطاع جاءت تنفيذا لقرار الجامعة بكسر الحصار على غزة، مشيرا إلى أن هذا الحصار الذي نقف جميعا في مواجهته يجب أن يرفع وأن يكسر. وقال إن جزءا كبيرا من أموال إعادة إعمار قطاع غزة موجود في البنوك ولن يجري الإفراج عنه إلا في إطار التقارب والوحدة الفلسطينية. وأوضح أنه رأى خلال زيارته لغزة دمارا كبيرا، ولكنه رأى في الوقت نفسه محاولات ذاتية للفلسطينيين لإعادة الإعمار، واصفا الشعب الفلسطيني بأنه "شعب حيوي ولا يقل شطارة عن الإسرائيليين الذين تعتبر شطارتهم سلبية". وأعرب عن أمله في أن يبذل الفلسطينيون جهودهم من أجل البناء والتقدم. وأضاف "إذا لم يحدث تقدم في عملية السلام من جانب الوسيط الأميركي واستمرت السياسة الإسرائيلية المتطرفة، فإننا سنذهب إلى مجلس الأمن ونحمل كل أعضائه المسؤولية عن الموقف".