جدد المشاركون في "قافلة السلام"، التي حلت أول أمس السبت، بمدريد، قادمة من برشلونة، التأكيد على دعمهم لمشروع الحكم الذاتي بالصحراء، كمبادرة واقعية وبناءة لطي النزاع المفتعل حول الصحراء. وحرص المشاركون في القافلة، خلال تجمع حاشد نظم بشارع مينديث ألبارو، وسط العاصمة الإسبانية، على التأكيد على دعمهم لهذه المبادرة، وانخراطهم في مشروع الحكم الذاتي في الصحراء، الذي يشكل "الحل الواقعي" الوحيد لقضية الصحراء. وكانت "قافلة السلام"، التي تنظمها الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي، الواقع مقرها في نانسي (فرنسا)، انطلقت يوم الخميس المنصرم، من بروكسيل في اتجاه لكويرة، مرورا بباريس، وليون، ومارسيليا، وبرشلونة، ومدريد. وردد المشاركون، الذين كانوا يحملون صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، شعارات تؤكد تجندهم وراء جلالته للدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة. ورفعوا لافتات كتب عليها "نعم لمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية"، و"الصحراء مغربية". كما طالبوا المجموعة الدولية بالتدخل "العاجل" من أجل وضع حد للمحنة، التي تعانيها الأسر المحتجزة في تندوف فوق التراب الجزائري. في هذا الصدد، أبرز منسق "قافلة السلام" الحسن بنحمو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه القافلة تتوخى تنبيه الرأي العام الدولي إلى ضرورة تطبيق مشروع الحكم الذاتي في الصحراء، الذي حظي بتأييد دولي واسع كحل سياسي لهذا المشكل المفتعل. وأكد أن المشاركين في هذه القافلة، الذين يقيمون بعدة بلدان أوروبية حرصوا على التعبير من خلال مشاركتهم في هذه القافلة عن دعمهم للمقترح المغربي بمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية كحل وحيد لقضية الصحراء. من جهته شدد بشري أزيار، الناطق الرسمي باسم الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي، على أن هذه القافلة تشكل "صرخة ونداء من أجل إنقاذ الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف". وأضاف أن "قافلة السلام" التي تتوخى التأكيد على أهمية الاقتراح المغربي تهدف، أيضا، إلى لفت انتباه الرأي العام الدولي إلى الوضعية المزرية، التي يعيش فيها المغاربة المحتجزون بمخيمات الذل والعار فوق التراب الجزائري. من جانبه، ندد محمد فخر الدين، النائب الأول لرئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي ب"تعنت الجزائر ومرتزقة البوليساريو"، بخصوص إيجاد حل واقعي لقضية الصحراء"، التي وصفها ب"المشكل المفتعل". وأوضح فخر الدين أن أغلبية دول العالم اعتبرت مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية حلا سياسيا وحداثيا من شأنه طي هذا النزاع بشكل نهائي. وأبرز أن تنظيم "قافلة السلام" يأتي، أيضا، لتجديد البيعة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتأكيد على الوحدة الترابية للمملكة ومغربية الصحراء. وأكدت زهرة حيدر، رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي، أن مغاربة أوروبا يعبرون من خلال مشاركتهم في هذه القافلة عن تعبئتهم الدائمة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدفاع عن القضية الوطنية. وأشارت إلى أن هذه القافلة تتميز بمشاركة أوروبيين ومواطنين من الجزائر وتونس وفلسطين يقيمون بالديار الأوروبية، مضيفة أن مشاركتهم تأتي للتأكيد على دعمهم للمبادرة المغربية كحل سياسي لطي ملف الصحراء. في هذا الإطار، أكدت المواطنة الجزائرية فضيلة عدالة، أن إيجاد حل سلمي لقضية الصحراء سيمكن بلدان المغربي العربي من تحقيق أهداف التقدم والتنمية والازدهار، التي تصبو إليها شعوب المنطقة المغاربية. أما المواطنة التونسية شادية مرابحي، فأدانت الوضعية المزرية التي يعيشها الصحراويون المحتجزون بتندوف، مؤكدة دعمها للاقتراح المغربي بمنح الحكم الذاتي في الصحراء ولمغربية الصحراء. وأعربت المواطنة التونسية، التي تشارك في "قافلة السلام" بجانب والدتها وسيلة الميموني، عن اعتزازها بتمثيل بلادها في هذه القافلة السلمية. وأشارت كريمة الدرعية الفاعلة الجمعوية المقيمة ببروكسيل من جهتها إلى أن المشاركين في هذه القافلة يثمنون عاليا المجهودات، التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل لقضية الصحراء مذكرة بالوقفة التي جرى تنظيمها، يوم الخميس المنصرم، أمام البرلمان الأوروبي، للتأكيد على دعم المبادرة المغربية لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية. ويشارك في هذه القافلة، التي تنظم تحت شعار "نعم للحكم الذاتي في الصحراء"، 350 من أفراد المغاربة المقيمين في العديد من البلدان الأوروبية. وبعد بروكسيل وباريس وليون ومارسيليا وبرشلونة ومدريد، ستتوجه قافلة السلام التي تتكون من سبع حافلات، إلى الكويرة، مرورا بالجزيرة الخضراء، وطنجة، والرباط، ومراكش، وأكادير، وكلميم، وطانطان، والعيون، وبوجدور، والداخلة.