وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أمس الجمعة، "الأمر اليومي" للقوات المسلحة الملكية، بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيسها .(ماب) وفي ما يلي نص "الأمر اليومي": "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، معشر الضباط وضباط الصف والجنود، تحتفل أسرة القوات المسلحة الملكية اليوم بكل مكوناتها البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، ومعها الشعب المغربي قاطبة، بذكرى غالية على أنفسنا، ألا وهي الذكرى الرابعة والخمسون لتأسيسها . وإنها لمناسبة عظيمة نشيد فيها بكل فخر واعتزاز بالأعمال والمنجزات، التي حققتها القوات المسلحة الملكية منذ تأسيسها على يد جدنا جلالة الملك المجاهد محمد الخامس، طيب الله ثراه، وإعادة بنائها وتطويرها في عهد والدنا المنعم بالله جلالة الملك الحسن الثاني، قدس الله روحه، لتظل سائرة في مصاف الجيوش الحديثة، مستحقة بذلك كل التقدير والاحترام على المستويين الوطني والدولي . معشر الضباط وضباط الصف والجنود، إننا بصفتنا قائدكم الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، لا يسعنا إلا أن ننوه بما تبذلونه باستمرار من جهود مشرفة وأعمال حميدة في سبيل الدفاع عن حوزة الوطن وصيانة مقدساته بكل عزيمة ورباطة جأش لا يزيدهما مرور الوقت إلا قوة وصلابة . كما نتوجه إليكم جميعا بأخلص مشاعرنا وسابغ رضانا وعطفنا وارتياحنا لما تقومون به متشبعين بروح المسؤولية والحزم والثبات ونكران للذات من أجل أداء المهام المنوطة بكم. هكذا وتعبيرا عن التلاحم المتين والتعبئة الوطنية الشاملة حول وحدتنا الترابية أصدرنا أوامرنا السامية لاتخاذ الترتيبات اللازمة لاستقبال وفد برلماني يمثل مجلسي النواب والمستشارين في زيارة ميدانية إلى الوحدات المرابطة بأقاليمنا الجنوبية، وذلك للوقوف عن كثب على المشاريع الاجتماعية والاقتصادية المنجزة بالمنطقة، وكذا على الجهود والتضحيات الجسام التي يبذلها جنودنا البواسل ليعيش وطننا آمنا موحدا. معشر الضباط وضباط الصف والجنود، إننا إذ نخلد هذه الذكرى المجيدة نستحضر القيم العليا والأخلاق النبيلة، التي تتحلى بها قواتنا المسلحة الملكية في قيامها بواجبها الوطني بكل تفان وإخلاص ومهنية عالية، في مساندة رعايانا المتضررين من جراء الظروف المناخية الصعبة، التي شهدتها بعض جهات مملكتنا الشريفة خلال شتاء هذه السنة، وذلك بالتعجيل في تقديم المساعدات الطبية وتوفير الوسائل اللوجستيكية اللازمة وفك العزلة عن المناطق المتضررة. وبذلك تكونوا، وطبقا لتعليماتنا السامية، قد أبليتم البلاء الحسن وتحليتم بروح المواطنة، واليقظة التامة، والتأهب المستمر، مخلصين بذلك لفضائل التضحيات التي ما فتئتم تتسمون بها لكي يعيش المواطن المغربي في عزة واطمئنان . معشر الضباط وضباط الصف والجنود، إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز، أنكم تقدمون على الدوام أعمالا جليلة ومجهودات محمودة، كلما دعيتم في إطار الشرعية الدولية إلى المشاركة في تحقيق السلم واستتباب الأمن في مناطق عدة من العالم. فقد استطعتم في هذا المجال، بفضل ما تتمتعون به من كفاءات مهنية، وسلوك حسن أن تكونوا بين خيرة سفراء وطنكم . وإننا بهذه المناسبة الغالية، نجدد رضانا وتقديرنا لما تقوم به تجريدات قواتنا المسلحة الملكية في الكونغو، والكوت ديفوار، والكوسوفو، دعما لعمليات حفظ السلام، وما سجلته من شهادات امتنان واعتراف من طرف المنتظم الدولي . كما لا يفوتنا أن ننوه بمشاركتكم المتألقة في احتفالات العيد الوطني للشعب الغابوني والذكرى الخمسينية لاستقلال السينغال . وفي هذا الإطار، نود أن نشيد بما تقومون به في مجال إرساء وتطوير سبل التعاون والتبادل العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات والهيئات الدولية، قصد اكتساب الخبرات والمهارات الحديثة وإيجاد الوسائل والتجهيزات الضرورية الكفيلة برفع مستواكم العملياتي حتى تقوموا أحسن قيام بالمهام الموكلة إليكم، خاصة في ميدان تدبير الأزمات ودعم العمل الإنساني . معشر الضباط وضباط الصف والجنود، إن من أولويات اهتماماتنا الحرص الدائم على تطوير قواتنا المسلحة الملكية بجميع مكوناتها البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، من خلال التكوين الدؤوب والمستمر لمواردها البشرية الكفأة، وتجهيزها بكافة الإمكانيات الضرورية، والوسائل التقنية الحديثة، لتواكب التطور الصناعي والتكنولوجي، حتى يبقى الجندي المغربي نموذجا في السلوك والانضباط والاحترافية . ويظل الجانب الاجتماعي لقواتنا المسلحة الملكية في صلب اهتماماتنا وعنايتنا الخاصة، وذلك بتتبعنا للمشاريع الكبرى الشاملة، التي حرصت جلالتنا على إعطاء انطلاقتها، من برامج لتقوية البنية التحتية للثكنات، وتحديث مرافقها الاجتماعية والصحية والرياضية، وبرامج توفير السكن اللائق لفائدة أفراد القوات المسلحة الملكية، وقدماء العسكريين وقدماء المحاربين وأيتام الشهداء . معشر الضباط وضباط الصف والجنود، إننا ونحن نحتفل بهذه الذكرى المجيدة، لا يفوتنا أن نستحضر بكل إجلال وإكبار ذكرى القائدين الراحلين، جدنا المغفور له جلالة الملك محمد الخامس أب الأمة ومؤسس القوات المسلحة الملكية، ووالدنا المنعم صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، موحد المغرب المستقل الحديث. وإننا بهذه المناسبة الجليلة لنتضرع إلى الباري عز وجل أن يشملهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته. كما نتوسل إلى العلي القدير أن يشمل برحمته الواسعة شهداءنا الأبرار، الذين ضحوا بالغالي والنفيس ليظل المغرب حرا أبيا مطمئنا، سائلين الله أن يسدد خطاكم، ويشد عزمكم، ويجعلكم على الدوام حصنا حصينا لهذا الوطن، مبرهنين بذلك على تعلقكم الراسخ بقائدكم الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ومتشبثين بشعاركم الخالد: الله -الوطن-الملك".