أفادت مصادر مطلعة أن مصالح الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بالخميسات، أوقفت، خلال الأسبوع المنصرم، متهما بتنظيم وتسهيل الهجرة السرية، والمساعدة عليها الناتج عنها انقلاب قارب، وهلاك مجموعة من المرشحين غرقا، والقتل بالخطأ، والمشاركة فيه.ويأتي اعتقال المتهم (ا.ت) المزداد سنة 1981 بحي الزهراء، بعد ما تقدمت عائلات الضحايا بشكايات إلى مصالح الأمن، مفادها أن المتهم ساعد على تنظيم الهجرة السرية، التي أدت إلى غرق أبنائها في حادث انقلاب قارب ليلة 29/06/2009 بالشواطئ الإسبانية في رحلة سرية انطلقت من شاطئ مولاي بوسلهام . وبناء على الشكايات المذكورة، تحركت عناصر الشرطة القضائية في اتجاه الحي، الذي يقطنه المتهم، إذ باشرت عمليات تمشيط وبحث مسترسل، وبعد تحديد مكان وجوده، ألقي عليه القبض، واقتيد إلى مقر الأمن الإقليمي، حيث خضع لبحث مفصل، اعترف خلاله بالمنسوب إليه. وأفاد مصدر أمني "المغربية" أن المتهم اعترف بالمساعدة على تنظيم الهجرة السرية، التي أدت إلى غرق عدد من الأفراد من بينهم خمس ضحايا من مدينة الخميسات، موضحا في تصريحاته للضابطة القضائية، أنه كان يعمل "جباصا" بالمدينة، إلا أن المدخول اليومي من تلك الحرفة لم يكن كافيا لتسديد حاجياته وأسرته، وكانت تراوده باستمرار أحلام الهجرة إلى الفردوس الأوروبي للعمل هناك خاصة أن شقيقته توجد ببلجيكا، فشرع في البحث عن المخرج، فانتقل إلى مدينة طنجة للعبور سرا، إلا أن الحظ لم يحالفه وبقي يبحث عن سبيل للعبور إلى أن تعرف عن طريق أحد معارفه على شخص بمدينة القنيطرة، يدعى (ح.ب) فاقترح عليه العبور إلى الضفة الأخرى، فوافق الأخير مقابل مبلغ 10 آلاف درهم، وبعد تحديد موعد الرحلة انطلق رفقة عدد من المرشحين للهجرة في محاولة أولى كللت بالفشل، فكررها مرة ثانية وثالثة، نجح خلالها في العبور إلى إسبانيا . وأضاف المصدر أن المتهم قضى مدة طويلة بإسبانيا، وكان يعمل رغم إقامته غير الشرعية في الحرفة ذاتها (جباص)، وكسب من عائداتها مبالغ مالية مهمة، قبل أن يقع بين أيدي عناصر الحرس المدني الإسباني، التي باشرت مهام مراقبة المهاجرين المقيمين بصفة غير شرعية داخل التراب الإسباني، وعملت على إرجاعه إلى المغرب رفقة عدد من المقيمين المغاربة غير الشرعيين، بعد إجراء بحث معهم وتحديد هوياتهم . وأضاف المصدر أن المتهم ضاقت به السبل بعد عودته إلى المغرب، ونفاذ مخزونه من المال، فقرر خوض مغامرة ثانية عن طريق الشخص نفسه، خاصة بعدما تبين له في بحثه عن طريق الأنترنيت أن طلبه الحصول على أوراق الإقامة الشرعية قوبل بالموافقة، إلا أن هذه المرة تختلف عن سابقتها لأن المتهم لم يعد يتوفر على المال الكافي لتسديد مبلغ التهجير، فاقترح عليه مهجره القنيطري جمع أكبر عدد من الراغبين في الهجرة، مقابل أن يهجره إلى إسبانيا بالمجان، ما دفعه إلى إطلاق حملة وسط معارفه وأصحابه انتهت بجمع عدد من الراغبين في الهجرة من أبناء مدينة الخميسات، وتوجه بهم إلى حيث يوجد المنظم الرئيسي لعمليات التهجير، الذي استقبلهم بإحدى مقاهي بالقنيطرة، وبعد الاتفاق على مبلغ التهجير، الذي تراوح بين 9 آلاف و10 آلاف درهم للفرد الواحد، طلب منهم الانتقال إلى شاطئ مولاي بوسلهام بعد تحديد موعد الرحلة . وأضاف المصدر أن الرحلة انطلقت ليلا على متن قارب خشبي عشوائي، لا تتوفر فيه أبسط شروط السلامة الضرورية بعدما كان الاتفاق على أساس أن يهاجر المجتمعون على متن باخرة مجهزة، وبعد بلوغ السواحل الإسبانية وتحديدا بشاطئ كاديس، فوجئ المهاجرون بمحاصرة القارب من طرف عناصر الحرس الإسباني وعلى متنه 36 شخصا، وأثناءها انقلب القارب بعد فشل محاولة الهروب، ما أدى إلى وفاة عدد من المهاجرين، فيما نجا عدد آخر ونجح في العبور إلى الضفة الأخرى. وأوضح المصدر أن الحرس المدني الإسباني تمكن من إيقاف ثلاثة منظمين للهجرة، وأثناء البحث معهم ورد اسم المتهم في تصريحاتهم لدى الضابطة القضائية، التي عملت على ترحيل المهاجرين، الذين نجوا من الموت عبر ميناء طنجة، ووجدوا في استقبالهم عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الولائي، الذين عملوا على تحرير محاضر في الموضوع وإطلاق سراحهم. وأردف المصدر أن المتهم أحيل، الخميس الماضي، على أنظار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا، بعد انتهاء مدة الحراسة النظرية.