أحالت عناصر الفرقة الجنائية بأمن البرنوصي زناتة، في الدارالبيضاء، يوم الاثنين الماضي، على الوكيل العام للملك باستئنافية البيضاء، المدعو (ي.ن) الملقب ب"شحاته"، والمدعو (ن.ح)، المتهمين في جريمة قتل المدعو (م.ط)وهما من ذوي السوابق العدلية، ووجهت لهما تهمة الضرب والجرح العمديين، المفضيين إلى وفاة، والمشاركة. وقالت مصادر "المغربية" إن ملابسات القضية تعود إلى صباح يوم السبت الماضي في حدود الثانية والنصف صباحا، بعد أن توصلت قاعة المواصلات بأمن البرنوصي، بمعلومات تفيد العثور على جثة شخص بالقرب من حديقة. ومن خلال جمع معطيات أولية، لدى الحراس الليليين والجيران، اهتدى رجال الشرطة إلى المتهم وشريكه، المعروفين في المنطقة بسوابقهما العدلية، ونقل الضحية إلى مستودع الأموات بالرحمة، لإجراء تشريح طبي لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، فيما ألقت العناصر الأمنية القبض على المتهم، الذي كان في حالة سكر طافح، بعد رجوعه إلى مسرح الجريمة، بدافع الفضول. وكان المتهم تحت تأثير الخمر والأقراص المهلوسة، وحجزت أداة الجريمة، التي لم تكن تبعد عن المكان، وكانت عليها آثار دماء الضحية. واعترف المتهم الأول، الملقب ب"شحاتة"، المعروف بسوابقه العدلية في ميدان الضرب والجرح، وإلحاق خسائر مادية بملك الغير، والاتجار في المخدرات، بأن سبب النزاع كان حول قنينة "ماء الحياة" (الماحيا). وكانت المنطقة نفسها شهدت جريمة قتل مماثلة راح ضحيتها شاب في الثلاثينيات من العمر، بسبب صراع نشب بينه وبين صديقه حول ما تبقى من قنينة خمر اقتنياها معا واقتسماها سويا. واعتقلت عناصر الشرطة القضائية المتهم بارتكاب الجريمة بعد ساعات من اكتشاف جثة الضحية ملقاة أمام بيت المتهم بأمتار، استنادا على بقع دم للضحية وجدت أمام منزله، وأخرى عالقة ببابه. وذكر مصدر أمني أن السلطات الأمنية تلقت بلاغا من سكان الحي بوجود جثة ملقاة في الشارع لشاب غارق في دمائه، موضحا أن عناصر الأمن انتقلت إلى عين المكان رفقة رجال الوقاية المدنية، وجرى نقل الضحية إلى مركز الطب الشرعي بعدما تبين أنه لقي حتفه بسبب طعنة اخترقت قلبه. وأضاف المصدر ذاته أن التحريات الأولية، التي باشرتها عناصر المصلحة بالحي المذكور، لم تسفر عن أي نتيجة، إذ أكد الجيران عدم معرفتهم للضحية وأنه ليس من أبناء الحي، مشيرا إلى أن السكان المستجوبين لم يعطوا للمحققين أي معلومات عن الحادث. ومن خلال مجريات البحث عثر المحققون على بقع دماء قريبة من المكان الذي وجدت به الجثة، وبعد تتبع آثار الدماء، لاحظ رجال الشرطة وجود بقعة دم أخرى عالقة بباب منزل بالحي المذكور، وحين طرقوا الباب خرجت سيدة طاعنة في السن، فسألها رجال الشرطة عمن يقطن رفقتها في المنزل، فأخبرتهم أنها تعيش برفقة ابن زوجها وزوجته وأطفاله، الذين يسكنون في غرفة بسطح المنزل. وأفاد المصدر الأمني نفسه أن رجال الأمن صعدوا إلى الطابق العلوي، ووجدوا المتهم نائما، وحين سؤاله عن علاقته بالضحية أنكر أي معرفة سابقة له به، وأنه ليلة الحادث كان نائما بعدما عاد من سفر متعب من القرية، إلا أن بقع الدم التي وجدت بباب المنزل أثارت شكوك المحققين، خاصة بعد أن اشتموا رائحة الخمر تنبعث من فم المتهم، وبعد الضغط عليه انهار ليعترف بقتله الضحية، الذي يعتبر صديقا له.