يجري منذ 18 مارس الماضي بالأطلس المتوسط، وتحديدا بمدن أزرو، وعين اللوح، وخنيفرة، ودمنات، وبولمان، تصوير أحداث الشريط السينمائي الجديد "أندرومان..دم وفحم" للمخرج السينمائي المغربي عز العرب العلوي لمحارزي، الذي من المتوقع أن ينتهي من تصويره في الأسبوع الأخير من شهر أبريل الجاري. المخرج مع بعض الممثلين في الشريط يطرح شريط "أندرومان.. دم وفحم"، الذي أعد السيناريو الخاص به، ويخرجه عز العرب العلوي لمحارزي، بعض تمثلات المجتمع المغربي للمرأة للنقاش، ويرصد عبر شخصياته، جوانب من الحياة الجبلية القروية القاسية، ويطرح العديد من الإشكالات، النابعة من تصورات مسبقة عن المرأة، ومن موروثات يصعب التخلي عنها بسهولة. فمن خلال شخصية فتاة قروية تدعى "أندرومان"، التي تعني بالأمازيغية نوعا معينا من الأشجار "génévrier thurifère"، الذي يصمد ويقاوم قساوة الطقس في جبال الأطلس، يرصد المخرج عز العرب العلوي لمحارزي حياة أسرة قروية، تعيش بأقشمير الموجود بأقاصي قدم جبال الأطلس، في ظروف اجتماعية متواضعة، تتخذ من تجارة الفحم الخشبي موردا لرزقها. فالأب "أوشن"، ويعني الذئب بالأمازيغية، في الأربعينيات من العمر، رجل فظ متعجرف، يمارس مهنة فحام (معد للفحم الخشبي)، ورثها عن أبيه، ويوصي بها كعمل لابنه، لكن القدر يقضي، للأسف، بحرمانه من ابن ناجح، قادر على تملك مهنته المفضلة، لأنه سيرزق بطفلة. ومع مرور الأيام، وبعد وفاة الأم، يقرر الأب "أوشن" تغيير مسار حياة ابنته البكر، فيحولها إلى ابن يقوم بأعباء الفحام، وهذا الابن هو "أندرومان". وحينما تبلغ الفتاة / الابن سن المراهقة، تلتفت لتحولات جسمها وهيئتها كمراهقة، وسلوكاتها، ومواقفها النسائية، التي تخون مظهرها الذكوري، فتظل متكتمة عن تلبية رغباتها. وتحت ضغط الرغبة والوسوسة، والانكسار النفسي، وبسبب أزمة تردد إعلان شخصيتها كامرأة، تقرر أن تتصالح مع جسمها، فتقترب تدريجيا من شخصية "محند"، الراعي، الذي يكتشف أنها فعلا امرأة، وأن "أوشن" القاسي العنيف، قد مات في دواخلها. تستمر "أندرومان"، رغم ذلك في تحمل كثير من سلوكات تعسف وقسوة الأب، التي تصل يوما إلى حدود هذيان جنوني، حين يعتدي على "محند"، ويرديه قتيلا، في الوقت، الذي كان فيه هذا الأخير يرغب في حمايتها من بطشه. يموت "محند" على يد الأب، مباشرة بعد أن كان يستعد للتهرب من الدرك الملكي، مثل بقية الشباب بالقرية، لأداء الخدمة العسكرية. وأمام هول هذه الأحداث، لم تستطع "أندرومان" الاستمرار في هذا الوضع، فقررت الكشف عن حقيقتها كامرأة أمام كل سكان القرية. تلك جوانب من أحداث الشريط السينمائي "أندرومان" للمخرج المغربي عز العرب لمحارزي، الذي يجمع ثلة من الممثلين المغاربة المعروفين من أمثال: الفنان محمد خويي في دور "أوشن"، والممثلة الشابة سناء بهاج في دور"أندرومان"، والفنان محمد مجد في دور "الشيخ"، الفنانة راوية في دور " شاف الزاوية"، والممثلة الشابة لينا حنفي في دور "ارقية"، والفنان عز العرب الكغاط في دور"الفقيه"، والممثل أمين الناجي في دور "امحند"، والممثل خالد شكرة في دور "أب أوشن"، والممثل حميد الزوغي في دور "شيخ الكندوز"، والممثل بنعيسى الجيراري في دور "صديق أوشن"، والممثلة جليلة تلامسي في دور "امراة الزاوية"، والممثلة ماجدة زبيطة في دور "زوجة أوشن"، والممثل حميد النيدر في دور "زوج امرأة الزاوية"، والممثل حسن بديدة في دور "بوغابة"، والممثل جواد السايح في دور "عيد بوغابة"، والممثل عبد اللطيف شوقي في دور "الدركي"، والممثل نصر الصحراوي في دور "لعطر"، إضافة إلى ممثلين آخرين. راكم عز العرب العلوي لمحارزي، الذي تعذر على "المغربية" الاتصال به لغياب التغطية في تلك المنطقة الجبلية، تجربة سينمائية متميزة، ابتدأها بمجموعة من الأشرطة القصيرة، التي بلغت خمسة أشرطة هي: "بيدوزا"، و "جزيرة يوم ما"، و"موعد في وليلي"، و"حبات الأرز"، و"إزوران"، الذي حاز على مجموعة من الجوائز الوطنية والدولية. كما أنه أخرج مجموعة من الأشرطة الوثائقية، من قبيل: "الخيط والإبرة"، الذي يحكي عن أهمية الذكر وتهميش الأنثى في المجتمع المغربي والعربي، والشريط الوثائقي "زحف الإسفلت"، الذي يسلط الأضواء على دمار مواقع تاريخية مهمة بالمغرب، والشريط الوثائقي "الحلقة.. جسر المتوسط"، الذي يقدم فيه مشاهد من حياة كبار رجالات الحلقة بالبحر الأبيض المتوسط، ثم الشريط التلفزيوني "مسحوق الشيطان "، الذي عرض بالقناة الأولى. وإضافة إلى الإخراج، أصدر عز العرب العلوي لمحارزي كتابا نقديا حول السينما المغربية بعنوان "المقاربة النقدية للخطاب السينمائي بالمغرب".