خرج مئات العراقيين من أنصار كتلة "دولة القانون"، التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي، في مسيرات احتجاجية بشوارع البصرة، أول أمس الأربعاء، مطالبين بإعادة فرز يدوي لنتائج الانتخابات التي شهدتها البلاد في السابع من مارس الجاري.واكتظت الشوارع أمام مبنى محافظة البصرة، في وسط المدينة، التي تقع جنوب البلاد، بمئات المتظاهرين، الذين طالبوا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإعادة فرز الأصوات يدويا مرة أخرى، وهي مظاهرات شهدت مثلها شوارع النجف وكربلاء. وكان رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فرج الحيدري، أكد في الأيام الماضية أنه: "ليس هناك أي داع لإعادة الفرز في بغداد وعدد من المحافظات"، قائلا "نستغرب من الدعوات لإعادة الفرز، سلمنا الكيانات السياسية نسخاً من نتائج المحطات، وعليها مراجعتها وتدقيقها قبل الدعوة لإعادة الفرز". وأشار إلى "أن المفوضية مستعدة لإعادة الفرز في إي محطة يظهر فيها فرق بالأرقام مع نسخ النتائج التي سلمت للكيانات السياسية، أو إذا كان هناك شك بنتائج هذه المحطة، وإذا لم يوجد أي فرق فلا داعي لإعادة الفرز مجددا". لكن الرئيس العراقي، جلال الطالباني، انضم هو الآخر لدعاة إعادة فرز الأصوات يدوياً "بغية ضمان نزاهة الانتخابات وعدالتها قبل إعلان نتائجها"، بعد دعوة مماثلة تقدم بها المالكي، الذي دعا المفوضية إلى الاستجابة الفورية لمطالب الكتل السياسية بإعادة الفرز. أما كتلة "العراقية" برئاسة علاوي، فأبدت استغرابها لما "يحصل على الساحة العراقية"، وما وصفته ب"تظاهرات مفتعلة تقودها جهات من داخل حكومة تصريف الأعمال، بالإضافة لتصريحات وبيانات تهديدية مبطنة باستعمال القوات المسلحة في حال عدم فوزها بالانتخابات"، وفق بيان نشرته على موقعها على الإنترنت. وقال ناطق باسم "العراقية"، إن البيانات التي صدرت من قبل جهات رسمية لإعادة العد والفرز لا يمكن وصفها إلا محاولة للتدخل في شؤون مفوضية الانتخابات المستقلة وشؤون خبراء الأممالمتحدة، وهو ابتعاد عن السلوك الديمقراطي الذي يقضي بقبول النتائج دون محاولات خلق حالات فوضى واضطراب في البلد". من جهة أخرى، قال مسؤولون أمنيون، إن خمسة جنود عراقيين لقوا مصرعهم، ، في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش غرب العاصمة العراقية بغداد، فيما أكدت مصادر أن قوات الأمن اعتقلت مشتبها بهم في تنفيذ الهجوم. وقال مسؤولو قيادة عمليات بغداد العسكرية، إن الحادث وقع في منطقة الرضوانية بالعاصمة، بينما أكدت مصادر أن الأجهزة الأمنية اعتقلت، بعد عدة ساعات، 17 شخصا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ الهجوم، بينما قتلت مشتبها به وجرحت آخر جنوبالمدينة. ورغم تراجع حدة الهجمات وأحداث العنف في العراق، منذ وصلت إلى قمتها بين عامي 2006 و2007، إلا أنه يعد من الشائع حدوث بعض الهجمات في العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها. ويوم الاثنين الماضي، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، وجرح سبعة آخرون، في ثلاثة حوادث منفصلة في العاصمة بغداد، وفقا لما أعلنته الشرطة. ففي مدينة الصدر، غربي بغداد، فتح مسلحون يستقلون دراجات، النار على مسؤولين في المجالس المحلية، كانا ينتظران سيارة أجرة في أحد الشوارع، ما أسفر عن مقتل أحدهما وجرح الآخر. وفي حادث آخر، أطلق مسلح النار على نقطة تفتيش تابعة للشرطة في منطقة الرضوانية، ما أدى إلى مقتل شرطيين، بينما أسفر انفجار قنبلة خارج مركز أمن الراشد جنوب شرق العاصمة عن جرح ستة مدنيين.