احتضن فضاء دار الشباب المغرب العربي ببني ملال، أخيرا، حفلا تكريميا، نظمته المديرية الجهوية للثقافة ببني ملال، احتفاء بالفنان والزجال محمد الدرهم، أحد الذين طبعوا ذاكرة أغاني المجموعات في المغرب، من خلال مساهمته في تأسيس مجموعة جيل جيلالة في سبعينيات القرن الماضي.وقال عبد الكريم جويطي، المسؤول عن مديرية الثقافة، "إن بني ملال، تستضيف فنانا كبيرا له حضور كبير ومتميز في الأغنية المغربية، وفي مخيال ووجدان المغاربة وأحاسيسهم، وأحد الرموز الإبداعية، التي أسهمت في تشكيل الهوية المغربية"، وأشار في كلمة له إلى أن قيمة الأوطان تقاس بمبدعيها وليس ببناياتها وأطرها، ومدينة بني ملال تكرم مبدعا من العيار الثقيل، استطاع خلال مساره الفني الطويل، الذي امتد لأزيد من 30 عاما أن يغني الربرتوار الفني الوطني بالعديد من الأعمال الخالدة. من جهته، أبدى الفنان حسن النفالي، رئيس نقابة محترفي المسرح، سعادته بهذا التكريم، في أمسية يرى أنه يجاور فيها صديقه محمد الدرهم، موجها شكره للجمهور الحاضر على تلبية دعوة الحفل التكريمي. وأبرز النفالي أن المبدع المحتفى به، كانت بداياته الأولى في المسرح، حيث مارس التمثيل مع نادي كوميديا، وشبيبة الحمراء بمراكش، إلا أن ظاهرة المجموعات الغنائية أثرت فيه، ليؤسس مع زملائه مجموعة جيل جلالة، التي اعتبر أنها لم توف حقها كباقي الفرق الغنائية، بتصنيفها في خانة المجموعات الرسمية، رغم أنها كانت أكثر ثورية من باقي المجموعات الغنائية، لأنها كانت قريبة من الشعب، اشتغلت على الإيقاع والكلمة الجادة، خاصة أن الدرهم كان يكتب كلمات مجموعة من أغنياتها. ولم يفت النفالي، أن يتحدث عن الحس الصوفي الروحاني، الذي يميز شخصية الدرهم في الحياة والفن، مبرزا الروح النضالية للفنان الدرهم، الذي كان بيته محطة أساسية في تأسيس النقابة الوطنية لمحترفي المسرح، وظل يعمل من أجل الدفاع عن حقوق زملائه. واعتبر النفالي أن كل ما تحقق من مكتسبات كان بفضله، لأنه يمثل تاريخا نقابيا ونضاليا، استفاد منه الفن. وختم حسن النفالي كلمته، باعتبار أن محمد الدرهم مازال لم يوف حقه في هذا البلد. وأحيت مجموعة شمس الليل، ونادي صول للموسيقى والغناء ببني ملال، حفلا فنيا بالمناسبة، التي قدمها ونشطها الفنان المغربي هشام بهلول. كما قدمت وصلات موسيقية وغنائية، بحضور بعض الفعاليات الشبابية للمدينة، التي أدت أغان مغربية وشرقية، في إطار التظاهرة الاحتفالية بذاكرة الأغنية المغربية. وختم الحفل الفنان محمد الدرهم، بأداء أغنيتين جميلتين، تحملان مسحة صوفية وروحانية، وتخاطبان جوهر الإنسان، ويتعلق الأمر بأغنيتي "داندانا دن" و"الساكن"، التي سجلت أخيرا، بتونس، وتؤدى لأول مرة بالمغرب، وأنهى الحفل بكلمة مؤثرة، أبرز فيها شكره وامتنانه للجهات المنظمة وللجمهور الحاضر، متسائلا هل فعلا يستحق التكريم؟ وهل وفى هذا الوطن حقه في ميدان الفن ليستحق ذلك؟ وهل كان في مستوى ما ينتظره الجمهور المغربي طيلة مساره الفني؟ واعتبر أن الخروج من المسرح إلى الغناء، كان من أجل البحث عن مستقبل الوطن وعن الهوية، فقبل الغناء كان هم الوطن والثقافة الوطنية، مشيرا إلى أنه وفق إلى حد ما، لأن الأساس في نظره، هو حب الجمهور. وأكد أن المبدع لا يتقاعد ومازال في الجعبة الكثير، وانتهى الحفل بتقديم هدايا رمزية للفنان، عبارة عن مرآة تقليدية، ولوحة تمثل بورتري لمحمد الدرهم، أهداها إليه الفنان التشكيلي عبد الرحيم منان، أحد أبناء مدينة بني ملال.