أحالت فرقة الأخلاق العامة بأمن الجديدة، الجمعة الماضي، خمسة مشتبه بهم، في إطار مسطرة تلبسية، على وكيل الملك بابتدائية الجديدة، ضمنهم ثلاث عاهرات، اثنتان تدعيان زكية وسميرة، متهمتان بالتحريض على الفسادبالإضافة إلى استعمال العنف والابتزاز باستعمال السلاح الأبيض، فيما اتهمت الثالثة المسماة خديجة، بالتحريض على الفساد، إلى جانب مرافقيهما المدعوين ياسين وبوشعيب، المتحدرين من مركز اثنين هشتوكة، يقيمان على وجه الكراء بشقة توجد بتجزئة النجد بالجديدة، كانا يترددان عليها، لقضاء أوقات في أحضان بائعات الهوى. وكانت الدائرة الأمنية الثانية تدخلت، في حدود السابعة والنصف من ليلة الاثنين 8 مارس الجاري، واعتقلت المدعوات زكية وسميرة وخديجة، من داخل الشقة، إثر شكاية الجيران، من أجل التحريض على الفساد، والعنف، والإزعاج الليلي. وأحالت الضابطة القضائية، الأربعاء الماضي، المشتبه بهن، على النيابة العامة، من أجل الأفعال المنسوبة إليهن. كما أحال وكيل الملك نسخة من المسطرة القضائية المنجزة في النازلة، رفقة المعنيات، على المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، لمواصلة وتعميق البحث، الذي كانت نتائجه ناقصة. وأصدر وكيل الملك تعليماته القاضية بتمديد الحراسة النظرية ب 24 ساعة، في حق المتهمات، والاستماع إلى المدعوين ياسين وبوشعيب، مكتريي الشقة، موضوع التدخل الأمني، اللذين لم تكن الدائرة الأمنية المتدخلة استمعت إليهما. بإجراء مواجهة بين أطراف النازلة، أفاد ياسين في محضر قانوني، أنه كان يمر ليلا على متن سيارة خفيفة عبر مكان خال، وصادف زكية وسميرة، اللتين كانتا تسيران على قارعة الطريق، فحرضته إحداهن على الفساد، بإشارة بيدها، واستوقف عربته، فركبتا معه، وتوجه لتوه إلى الشقة التي يكتريها بتجزئة النجد، لممارسة الجنس، سيما أنه غير متزوج. في طريقهما، أثناء تجاذب أطراف الحديث، ادعى ياسين لمرافقتيه أنه متزوج، سيما أنه كان يحمل في أصبع يده اليسرى، خاتما ذهبيا. وعندما ولجوا المنزل، تغيرت سلوكات وتصرفات بائعتي الهوى، اللتين طالبت إحداهما ياسين بتمكينهما من 500 درهم، في حين ألحت صديقتها على 1000 درهم، لتجنيبه الفضيحة، وتوريطه في جنحة الخيانة الزوجية، كما كسرتا قنينة عطر وكأسين زجاجيين، وشرعتا في الصراخ، لإجباره على الرضوخ لمطلبهما، تحت الابتزاز والتهديد، خاصة أنه "متزوج". واستغل ياسين الفرصة السانحة، للإفلات من قبضة المومستين، وغادر الشقة، خوفا من الفضيحة، ومن خطر الاعتداء عليه. وبعد مرور وقت وجيز، إذا بالمدعوة خديجة تفتح باب الشقة المصفد، بمفتاح من الخارج، كان تركه لها فوق إطار الباب. وكانت على موعد مع خليلها بوشعيب، الذي تأخر في العودة من العمل، وكانت تربطها به منذ شهرين، علاقة غير شرعية. وبمجرد أن ولجت إلى الداخل، تفاجأت بوجود العاهرتين، ظنت أن خليلها استقدمهما، ويخونها معهما، وثارت في وجهيهما، ودخلت في مشاداة كلامية، بأصوات مرتفعة، واكبها تبادل للضرب. وأذاعت قاعة المواصلات بأمن الجديدة برقية صوتية، تلقتها الدائرة الأمنية الثانية، التي كانت تؤمن ليلة الاثنين الثلاثاء الماضية، مهام المداومة، وانتقلت إلى الشقة، وعملت على إيقاف العاهرات الثلاث. وفي إطار التحريات، انتقلت عناصر فرقة الأخلاق العامة، إلى المنزل الكائن بتجزئة النجد، الذي كان فضاؤه مسرحا للنازلة، وأجرت معاينة، أفرزت عن وجود شظايا الزجاج بفناء المنزل، خلف الباب الرئيسي، وحجزت سكينا من الحجم المتوسط، قابلا للطي، وعند عرضه على بوشعيب، خلال البحث معه، أفاد أنه عثر عليه، لحظة علمه بوقائع الحادث، وعودته من الشغل، فوق إطار نافذة المرحاض، مؤكدا أن السلاح غريب عن الشقة. وأعادت الضابطة القضائية الاستماع إلى العاهرات الثلاث، وأجرت مواجهة بينهن، أسفر عن الكشف عن وقائع وحقائق جديدة، كانت غابت عن المحاضر المضمنة في المسطرة القضائية الأولى. ومن ثمة أعادت فرقة الأخلاق تكييف النازلة، بعد أن اعترفت المومستان زكية وسميرة، بواقعة الابتزاز والعنف، باستعمال السلاح الأبيض، سيما أنهما دأبتا على هذا السلوك والتصرفات، مع الرجال المتزوجين، ما يضطر الضحايا للرضوخ مكرهين لمطالبها، ومن ثمة تمكينهما من مبالغ مالية، تتراوح ما بين 500 و1000 درهم، وفي حال عدم الامتثال، يكون مصيرهم الفضيحة مع الجيران وزوجاتهم والمجتمع، وتعريضهم للاعتقال، ومتابعتهم فيما بعد من أجل الخيانة الزوجية، وما يرافقها أحيانا من جنحة السكر العلني وغيرها.