أفادت مصادر مطلعة "المغربية"، أن السكان المتضررين من الفيضانات، التي شهدتها منطقة الغرب، جراء فيضانات واد بهت، وواد سبو، يشعرون بسخط شديد على ما حل بهم من مشاكل، عقب تشرد العديد منهم.وتحول كثير من عائلاتهم إلى أشخاص دون مأوى، ما اضطرهم إلى المبيت في العراء، قبل ترحيلهم إلى مخيمات المناصرة، الواقعة في نواحي القنيطرة لإيوائهم، بينما نقل متضررون إلى كل من المدارس القروية، وآخرون إلى مطاحن المدينة، ومحطات التلفيف غير المشغلة، وإلى بعض المؤسسات التعليمية، ما أوقف الحياة التعليمية فيها. وأوضحت المصادر ذاتها أن المتضررين يطالبون السلطات المعنية بالتدخل عاجلا لإعادة إيوائهم، وضمان إعادة بناء دورهم السكنية، التي هدمتها مياه الفيضانات، تحت التلويح بتنظيم وقفات احتجاجية أكثر تصعيدا، لاسيما بعد التهاب أسعار المواد الغذائية، بسبب توقف حركة النقل في المنطقة، مبينة ترقب المتضررين لما ستخرج به اجتماعات اللجنة الرسمية المشكلة لتدارس معاناتهم عقب الفيضانات، إذ ينتظرون صرف تعويضات عاجلة لهم، لاسيما بعد توصلهم بمساعدات غذائية، التي اعتبروا أنها غير كافية ولا تتوافق واحتياجاتهم الاستهلاكية مثل علب السردين. وأكدت المصادر أن من أكثر المتضررين، مئات العمال الزراعيين والفلاحين الصغار، الذين تضرروا من اجتياح مياه واد بهت للمنازل والحقول، مخلفة خسائر فادحة، خصوصا في منطقة القليعة، والزراولة، ودوار البحارة، إذ انهارت أكثر من 500 بيت طيني، مشيرة إلى تضرر دواوير أخرى من فيضانات واد سبو، مثل دوار قرية الحسناوي، والسوالم، والتعاونية الزروالية، والكزولي، وأولاد عكبة، والتعاونية البحرية، بينما في سيدي سليمان، تضررت جماعة دار بلعامري، وازهانة، وأولاد الغازي. من جهة أخرى، أكدت مصادر متطابقة أن سكان قبائل آيت عبدي، رجالا ونساء، يلوحون بتنظيم مسيرة احتجاجية إلى مدينة بني ملال، لحمل المسؤولين على التدخل لفك العزلة عنهم، ليتمكنوا من التنقل إلى مقاصدهم، إذ ما يزالوا يئنون تحت الحصار، الذي فرضته عليهم الثلوج الكثيفة، التي تساقطت على المنطقة، في ظل افتقارهم إلى القناطر والمسالك الطرقية. وأكدت المصادر ذاتها، أن سكان آيت عبدي، يواجهون صعوبات متنوعة للوصول إلى السوق الأسبوعي في إملشيل، إذ يتطلب منهم المشي لمدة 12 ساعة وسط الجبال الوعرة، ويضطرون للمبيت في المقاهي الشعبية إلى غاية اليوم الموالي للعودة إلى بيوتهم، بينما يواجهون حرجا شديدا ومعاناة، وصفوها ب"المبكية"، إذ بين سكانهم نساء حوامل يحتجن إلى رعاية صحية، ما يضطرهم إلى حملهن على البغال، لقطع مسافات طويلة وسط الجبال لتصل الحوامل ومرافقوهن إلى إملشيل، ومنه تحال الكثير منهن إلى المستشفى الإقليمي للرشيدية.