دمرت الرياح القوية، المصحوبة بالأمطار، في منطقة الغرب، ليلة الاثنين - الثلاثاء، جزءا كبيرا من مخيم المنزه (25 كلم شمال القنيطرة) للنازحين من فيضان وادي بهت..أطفال ونساء المخيم يتحلقون حول فرن بدائي في العراء (المحجوب) وعاش غالبية سكانه في العراء، بعدما تطايرت خيامه البلاستيكية. وقال عدد من النازحين إلى المخيم المذكور(أو "مخيم أهل الكهف") في اتصال مع "المغربية"، إن "الوضع ازداد تأزما بسبب رداءة أحوال الطقس بهذا المخيم، الذي يضم حوالي ألف خيمة تأوي كل واحدة منها ما بين 4 إلى 9 أفراد، بينهم أطفال وشيوخ". وذكر هؤلاء المواطنون في شهاداتهم أن "عددا من الأسر فوجئت بخيامها تتطاير، وأخرى تتهاوى فوق رؤوس أطفال نيام في جنح الليل"، ما حول المخيم إلى ما يشبه "سوقا، اختلط فيه غصب البشر والبقر"، حسب وصف عدد من سكانه. وزاد هؤلاء المواطنون قائلين إن "عائلات فقدت، في هذه الليلة السوداء، ممتلكاتها وأمنها، بل من أفرادها من تعرض لإغماءات، لما علم بنفوق رؤوس أغنام أو بقر كانت مقيدة أمام خيمته في العراء، بينما كانت إمكانيات لجنة اليقظة لتدبير المخيم أقل من قوة ما حصل". وجاء في كلام المتضررين قولهم "هربنا من كارثة فيضان أتي على الزرع والضرع، لكن احتماءنا بمخيم معزول في عمق الغابة جعل معاناتنا تتضاعف، فهنا نواجه قساوة الطبيعة من نوع آخر، إذ البرد القارس يقض مضاجع الأطفال والشيوخ صباحا مساء، والجوع يأكل أجساد البشر والبقر. إنها حياة لا تطاق". وناشد سكان مخيم المنزه المسؤولين بضرورة التدخل العاجل والفوري لإنقاذ المواطنين، منهم أطفال ورضع، وإيجاد حل نهائي يقيهم خطر عيش المأساة نفسها مع كل فصل شتاء. وتبلغ المساحة المقدرة لمخيم المنزه للنازحين من فيضان وادي بهت، خاصة دوار أولاد عامر، التابع لجماعة المكرن، بضاحية سيدي يحيى الغرب، نحو خمسة هكتارات، وهي أرض في نفوذ قبيلتي أولاد سلامة وأولاد امليك. ويضم هذا المخيم حوالي ألف خمية، وكل عائلة تتكون من أربعة إلى 20 مواطنا، نزحوا إلى هذه "المدينة"، ذات الملامح البدائية، بقططهم وكلابهم، ودوابهم ومواشيهم، وما تبقى لهم من أمتعة.