علم من مصدر مطلع أن قاضي التحقيق بمحكمة سلا، عبد القادر الشنتوف، وضع، أول أمس الخميس، مصير متابعة المدعو إبراهيم العمراني لي موراي، أو عدمها، في يد النيابة العامة، قبل أن يأمر بإعادته إلى سجن الزاكي، بسلا، وسط إجراءات أمنية وصفت بغير العادية.ويتابع إبراهيم موراي لي (مواطن بريطاني من أصل مغربي) بتهم "تكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة المسلحة، والتزيي بزي نظامي دون حق، والاختطاف والاحتجاز، والتزوير، واستعماله". وأوضح المصدر ذاته أن المدعو العمراني لي موراي، المتهم بتزعم عصابة السطو على بنك بريطاني، في قضية عرفت باسم "سرقة القرن"، نفى، جملة وتفصيلا، قرائن جديدة حول ملابسات قضيته، واجهه بها قاضي التحقيق. وقال مصدر "المغربية" إن قاضي التحقيق قضى زهاء ثلاث ساعات متواصلة في استنطاق المتهم تفصيليا، بحضور محاميه، إذ ظل لي موراي يجيب عن الأسئلة الموجهة إليه، ببرودة دم. وذكر المصدر ذاته أن لي موراي فوجئ بقرار إحالة ملف قضيته على القضاء الواقف، النيابة العامة، ما جعله يثور لهذا السبب، ربما، وهو مصفد اليدين في سيارة شرطة، كانت تقله نحو السجن، محروسة بكوكبة من فرقة الصقور الأمنية. وكان القاضي الشنتوف تباحث في لندن، قبل احتفالات رأس السنة، مع قضاة بريطانيين، في إطار إنابة قضائية حول قضية لي موراي، وتبادل معهم المزيد من المعطيات، التي قد تكشف حقائق أخرى في هذه الواقعة. وعادت قضية "سرقة القرن"، لتشغل القضاء، المغربي والبريطاني، من جديد، بعدما حل، في الصيف الماضي، بمحكمة سلا، وفد قضائي بريطاني، في إطار إنابة قضائية، تهدف إلى التحقيق في الجرائم، التي يشتبه في ارتكابها من طرف إبراهيم موراي لي، في بريطانيا. وسبق للسلطات البريطانية أن التمست من نظيرتها المغربية تسليم إبراهيم لي موراي، المتحدر من مدينة سيدي إيفني، للاشتباه في تورطه في سرقة 53 مليون جنيه إسترليني (سرقة القرن، حوالي 685 مليون درهم)، من مخازن شركة نقل أموال بريطانية بمنطقة كينت، بالمملكة المتحدة، في 22 فبراير 2006. وكانت غرفة الجنايات (الدرجة الثانية) بمحكمة الاستئناف بسلا، أيدت الحكم الابتدائي الجنائي، القاضي بثمانية أشهر حبسا نافذا في حق كل من إبراهيم لي موراي، وبول ألان (مواطن بريطاني)، وأدائهما غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم لكل واحد منهما، مع أدائهما، تضامنا، تعويضا لفائدة إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة قدره 303 آلاف و100 درهم، من أجل "استعمال العنف ضد موظفين، وحيازة واستهلاك المخدرات". وكانت الصحف البريطانية نقلت، في وقت سابق، عن المدعي العام البريطاني، السير جون ناتينغ، قوله إن "المؤشرات تؤكد أن العقل المدبر للسرقة ليس سوى المصارع المعروف في رياضة العراك القفصي، المسماة في بريطانيا "كيج فايت"، ذي الأصل المغربي، لي موراي". والاسم الكامل للمشتبه به الرئيسي هو لي العمراني إبراهيم موراي (29 عاما)، فر من بريطانيا إلى هولندا، مع شريكه في السرقة، المصارع الاستعراضي الآخر، بول ألان (30 عاما)، قبل أن يحطا الرحال بالمغرب، حيث كانا ينويان الاستقرار نهائيا، حسب شبكة الأخبار الأميركية (سي. إن. إن).