لم يكن يخطر ببال عبد الجليل الرمحيوي، الذي حظي بفرصة أداء مناسك الحج للموسم الماضي، من طرف إدارة مؤسسة فندقية بمراكش، أن يجري اعتقاله من طرف عناصر الأمن بالمملكة العربية السعودية، بمجرد حلوله بمطار جدة الدولي، واقتياده إلى السجن المحلي بالمدينة. واكتشف عناصر أمن المطار، خلال عملية التفتيش كمية من مخدر الشيرا، ملفوفة بطريقة محكمة في سلة (قفة) منسوجة من الدوم، تحتوي على مادة الخليع، وبعض المواد التي تستعمل في المطبخ المغربي، تسلمها من موظف يعمل في مقاطعة المحاميد، من أجل إيصالها لصديق له يوجد بالسعودية، بعد تسليمه رقم هاتفه المحمول. سقط خبر اعتقال عبد الجليل، الذي كان يعمل بالمؤسسة الفندقية المذكورة كالصاعقة على قلب زوجته، التي تقطن بحي المحاميد رفقة أبنائها الأربعة، ولم تصدق الخبر، الذي جعلها تعيش في دوامة حقيقية، خصوصا وأن زوجها الذي كان يستعد لأداء مناسك الحج بعد ارتدائه لباس الإحرام بالطائرة، التي كانت تقله إلى مطار جدة انطلاقا من مطار مراكش المنارة الدولي، كان يتميز بأخلاقه الحميدة والعالية، حسب شهادات العديد من العاملين، الذين يشتغلون معه في المؤسسة الفندقية. وتوجه زوجة عبد الجليل، الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المدني بمدينة جدة السعودية، أصابع الاتهام إلى موظف يعمل بمقاطعة المحاميد، يسكن بجوار منزلها، باعتباره المتهم الرئيسي في القضية، لكونه استغل حسن نية زوجها، وسلمه السلة التي كانت ملفوفة بالمخدرات المحجوزة، بحضور مجموعة من الجيران، الذين أبدوا استعدادهم للإدلاء بشهادتهم في القضية. ومن أجل الوصول إلى الحقيقة، وجهت فوزية، زوجة المتهم عبد الجليل، عدة مراسلات إلى كل من قنصل السعودية بالرباط، ووزير الداخلية، والمدير العام للأمن الوطني، والوكيل العام للملك بمراكش، تستعطف من خلالها الجهات المختصة، بفتح تحقيق وتعميق البحث في القضية، التي كان ضحيتها زوجها، بسبب المكر والخداع والمكيدة، التي دبرت له من طرف جاره، من أجل الوصول إلى الحقيقة.