أكد الفاعل الجمعوي الصحراوي وأحد مؤسسي "بوليساريو" والعائد إلى أرض الوطن البشير الدخيل أن إعلان جلالة الملك محمد السادس عن إحداث اللجنة الاستشارية للجهوية, الذي يتماشى مع النمط الديمقراطي الحداثي, يعتبر قرارا حكيما وشجاعا, واعترافا بالتعددية الثقافية والاجتماعية للمغرب. وأبرز الدخيل, في حوار نشرته جريدة (رسالة الامة), في عددها اليوم الثلاثاء, أن الجهوية الموسعة ستمكن جميع الاطياف المغربية من المشاركة في تسيير الشأن العام المحلي والجهوي في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم العربي, معتبرا أنها "تجسد بحق نوعا متقدما من تقرير المصير بإعطاء الصحراويين الحق الذي يكفل لهم القيام بواجباتهم اتجاه منطقتهم في أحسن الظروف". وأضاف أن جلالة الملك وضع خارطة طريق واضحة لا لبس فيها لتعزيز موقف المغرب, وطرح مبادرته الخاصة بالحكم الذاتي لمواجهة مناورات الطرف الآخر, من خلال تنفيذ أجندتها على أرض الواقع بطرق سلمية, مبرزا أن """"الأحزاب والجمعيات وكل القوى الحية في الاقاليم الصحراوية وباقي جهات المغرب لها الحق وعليها واجب المساهمة في هذا الورش السياسي الديمقراطي والتنموي, لأنه يشكل خير رد على مغالطات الطرف الآخر ويقنع المجتمع الدولي بجدية الطرح المغربي". وسجل أن "الواقع الذي تعيشه الاقاليم الصحراوية اليوم يختلف تماما عن الواقع الذي كان بالامس, فالصحراء المغربية اليوم لها منتخبوها وبرلمانيوها ومستثمروها واطرها العاملة في الادارة المحلية", مضيفا أن الأقاليم الجنوبية راكمت تجربة مهمة على مدى ثلاثين عاما من التسيير مما جعل ساكنتها قادرة على تسيير شؤونها المحلية في اطار الجهوية واللامركزية واللاتمركز. وقال الدخيل إنه "آن الأوان لوضع حد لهذه الانتظارية القاتلة التي لا يعاني منها فقط سكان المخيمات بل أيضا سكان الاقاليم الجنوبية", فالعائلات ممزقة ومقسمة وموزعة بين مجموعتين, مما أضحى عائقا كبيرا أمام الحل السياسي والتنمية والديمقراطية". وأكد أن سكان الصحراء المغربية "يقررون مصيرهم يوميا من خلال مشاركتهم في تسيير شؤونهم بواسطة قبائلهم وشيوخهم ومنتخبيهم وبرلمانييهم وأطرهم الادارية ومسؤوليهم المحليين, وهو خير رد على اطروحة تقرير المصير-كمرادف للانفصال- التي يروج لها "بوليساريو" بدعم من الجزائر في المحافل الدولية". وبخصوص التطورات الأخيرة لملف الصحراء, قال الدخيل إن الطرف الآخر ليست لديه "ارادة حقيقية في حل المشاكل التي تسبب فيها النزاع المفتعل والذي تغذيه الجزائر بالعائدات النفطية أو بشراء الاعترافات بالجمهورية الوهمية رغبة في ابقاء الاوضاع على حالها", مضيفا أن الجزائر "لا تريد حلا نهائيا وفي الوقت نفسه لا تريد دولة في الصحراء, انما همها الوحيد هو إطالة أمد النزاع وإشغال المغرب به عن مشاريعه وأوراشه التنموية". وخلص الفاعل الجمعوي الصحراوي إلى أن الجزائر تفضل الوضع الحالي عن غيره من الاوضاع المحتملة, وهي بذلك ليست لها نوايا صادقة في التعاون مع الاممالمتحدة ولا مع المغرب في هذا الاطار.