تمكنت خلية للإغاثة، مكونة من فرقة لإزاحة الثلوج وطاقم طبي مجهز بسيارة للإسعاف متطورة، إلى جانب عناصر من لجنة اليقظة، صباح الاثنين الماضي، من إنقاذ امرأة حامل من دوار آيت احنيني، بإقليم ميدلت، من موت محقق، بعد أن تعرضت لنزيف داخلي كاد أن يعصف بحياتها.وكانت سلطة الوصاية بعمالة إقليمخنيفرة توصلت بنداء استغاثة من أجل تدخل فوري وعاجل، للتوغل داخل أدغال آيت احنيني المحاصرة بالثلوج، لإنقاذ "فاطمة عيدوس"، 27 سنة، حامل في شهرها التاسع، بسبب تعرضها لمخاض خطير، يستدعي إجراء عملية قيصرية لها، الأمر الذي عجل بسلطة الوصاية لإعطاء أوامرها للتدخل عبر عملية مشتركة بين المديرية الإقليمية للتجهيز، التي خصصت كاسحتين للثلوج، والمندوبية الإقليمية للصحة، التي وضعت فرقة طبية متنقلة رهن الإشارة. وأكدت مصادر "المغربية" أن عملية التدخل لإنقاذ المرأة الحامل واجهتها عدة صعوبات، بفعل سمك الثلوج، الذي وصل إلى سبعين سنتميترا بمنطقة "ملوية وتيقجوين"، زاده الصقيع والجليد صلابة، ما زاد من تعقيد المهمة، ومن توقيت عملية الإنقاذ، وأفادت المصادر ذاتها أنه جرى إزاحة الثلوج على امتداد أربعين كيلومتر للوصول إلى نقطة وجود المرأة الحامل. ووفق ما أكدته المصادر عينها، فإن سكان المنطقة قاموا بعمل وُصف ب"البطولي"، حين قرروا نقل فاطمة عبدوس على متن جرار، لتقليص المسافة الرابطة بين محل سكناها والطريق الجهوية رقم 503 ، الأمر الذي ساهم، إلى جانب تدخل السلطات والإدارات المعنية، من إنجاح هذه العملية. وفي زيارة "المغربية" لفاطمة بالمستشفى الإقليميبخنيفرة، حيث أجريت لها عملية قيصرية طارئة، تكللت بالنجاح، عبرت الأخيرة عن شكرها لكل من ساعدها على تجاوز وإنقاذ حياتها وحياة جنينها. وقال مسؤول طبي ل"المغربية" إن فاطمة عبدوس سبق أن أنجبت بواسطة عمليتين قيصريتين، وحملها الحالي استدعى عملية قيصرية ثالثة، مضيفا أن حالتها كانت حرجة أثناء المعاينة الأولوية بمنطقة "آيت حقي"، 44 كيلومترا من خنيفرة، المكان حيث أوصلها المواطنون عبر جرار فلاحي، لكن التدخل الطبي الأولي كان ناجحا بفعل سيارة إسعاف متطورة شاركت في عملية الإنقاذ، مشيدا بالدور الذي تلعبه الفرق الطبية المتنقلة، التي ابتدأت في عملها بالمناطق النائية.