أصدرت غرفة الجنايات باستئنافية خريبكة، الثلاثاء الماضي، قرارا يقضي بالحكم ب 25 سنة سجنا نافذا، في حق كل من (أ.ر) و(س.ع)، من أجل القتل العمد دون اعتبار سبق الإصرار والترصد، ومن أجل السرقات الموصوفة والفسادوبراءتهما من تكوين عصابة إجرامية، والحكم على متهمين بخمس سنوات سجنا نافذا، من أجل السرقة والفساد والمشاركة. وتعود أطوار القضية التي هزت الرأي العام بخريبكة، إلى 20 يناير من السنة الماضية، حينما أقدمت المتهمتان بارتكاب فعل القتل في حق الضحية المدعوة "ايزة"، بدوار علال. وحسب السيناريو، الذي دون بمحاضر الشرطة القضائية، فإن المتهمتين اقتنيتا مادة "الدوليو" وشريط اللصاق وحبل بلاستيكي وقليل من القطران، بعد ذلك توجهتا إلى منزل الضحية حوالي السادسة صباحا بالتاريخ المذكور أعلاه، وطرقتا بابها بعد أن رمت إحداهن ببعض الأشياء النجسة وقليل من القطران أمام بابها، وعندما خرجت رأت عتبة بابها ملطخة بالنجاسة والقطران، وقبل أن تعرف سبب ذلك، دفعتها إحداهما بقوة إلى الداخل وأوصدتا الباب دونها، وآنذاك شرعتا في ضربها فسقطت مرتطمة مع الأرض، فكبلتاها بالحبل وجرى خنقها بقطعة قماش ملطخة بمادة "الدوليو" ووضعا اللصاق على فمها لتفادي صراخها، وحالما تأكدتا من موتها، قامتا بالاستيلاء على حليها الذهبية الموضوعة في الدولاب، ومبلغ مالي قدره 20 ألف درهم، بعد ذلك انصرفتا إلى منزلهما، واتفقتا على السفر إلى مدينة أكادير. ويذكر أنه بتاريخ الواقعة، كانت "ايزة"، قيد حياتها، تتابع أطوار ملف يخصها متعلق بنزاعات الشغل بالمحكمة الابتدائية، لأنها كانت قيد حياتها تعمل عند أحد الأطباء، وقد سبق أن تقدمت بدعوى الطرد التعسفي، وفي ذلك اليوم، تأخرت عن الجلسة المخصصة لملفها، ما دفع بأخيها وأختها إلى البحث عنها في منزلها، بعد أن ظلا ينتظران مجيئها قرب المحكمة، لكن الشكوك بدأت تحوم حول غيابها المفاجئ، فجرى إبلاغ الشرطة القضائية التي انتقلت إلى منزل الضحية بإذن من النيابة العامة، حيث قاموا بفتح الباب بالقوة، ليجدوا الضحية جثة هامدة. وانطلق البحث، وعثرت عناصر من الشرطة القضائية بمسرح الجريمة،على أعقاب السجائر وشعيرات من رأس مجهول، ووقفوا على بعض البصمات. وبعد البحث الذي أشرفت عليه الشرطة العلمية بالدار البيضاء، تبين أن البصمات تعود إلى امرأة، لتبدأ مرحلة أخرى من البحث همت الجيران والأقارب، بحيث استمع إلى ابنة أخ الضحية، التي صرحت أنها تعرف فتاتين كانتا ترافقانها إلى منزل الضحية، وبإرشاد منها، انتقلت الشرطة إلى منزل الفتاتين المذكورتين، حيث أجرت تفتيشا دقيقا ليجري العثور على ألبوم صور يخصهما به مبلغ مالي قدره 2500 درهم. وبعد الاستماع إلى ذويهما صرحوا بسفرهما إلى مدينة أكادير، ما جعل الشرطة القضائية تنتقل إلى هناك، وبمساعدة مخبرين والبحث في المقاهي والأماكن التي يمكن أن تذهبا إليها، ضبطت المدعوة (س.ع)، التي اعترفت بالوقائع بعد مواجهتها بالأدلة التي تثبت ما نسب إليها، لتخبر بأن صديقتها عادت إلى مدينة خريبكة، حيث قبض عليها بمدينة واد زم، بعد كمين نصب لها. وعند الاستماع إليهما من طرف الشرطة القضائية، اعترفتا في محاضر قانونية، بوقائع الجريمة بكل تفصيل، وأضافتا معلومات تتعلق بعمليات سرقة، قامتا بها، شملت مخدعا هاتفيا، ومحاولة السرقة بمعية متهمين آخرين، استهدفت منزل الضحية "ايزة"، في وقت سابق، لكنهم فشلوا في الدخول إلى المنزل عبر السطح الذي كان بابه موصدا.