سيكون سكان مدن الرباط، والدارالبيضاء، وطنجة، ومراكش، والجديدة، ابتداء من 21 يناير، على موعد مع "مهرجان الضفتين"، الذي تنظمه "مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي"، بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، وسفارة إسبانيا بالمغرب، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية، في إطار التعاون الإسباني - المغربي "المعتمد". وسيستمتع سكان هذه المدن طيلة فترة المهرجان (9 أيام)، بحوالي 23 عرضا، لأكثر من 150 فنانا من المغرب وإسبانيا، وبإبداعات جاءت ثمرة تعاون بين فعاليات فنية تنتمي إلى الضفتين، وبالأنشطة المبرمجة، التي تتميز باختلافها النوعي، من خلال عروض المسرح، والرقص، والسيرك، والسينما، والموسيقى، والأوبرا، ومحترفات وورشات، ولقاءات فكرية. وقال لويس بلانس بوتشاديس سفير إسبانيا بالمغرب، إنه "انطلاقا من 21 يناير، وفي كل المسارح والأماكن، التي تشملها أنشطة هذه التظاهرة، سيمنح مهرجان الضفتين مناسبة للعموم، لاكتشاف مجموعة من العروض المسرحية، وجملة من الإبداعات الفنية الرائعة الأخرى، كالرقص، والسينما، والأوبرا، والسيرك، والموسيقى". وأضاف السفير، في كلمة تضمنها الملف الصحفي للتظاهرة، أن "مهرجان الضفتين رمز من الرموز المعبرة عن مدى حسن العلاقة الثنائية بين إسبانيا والمغرب، في ما يخص التعاون الثقافي"، موضحا أن هذه العلاقة مبينة على قيم التعاون والمشاركة والتعايش، داخل التعددية والاختلاف. من جهته، قال أحمد كويطع، الكاتب العام لوزارة الثقافة، في كلمة خلال حفل الإعلان عن المهرجان، إن "مهرجان الضفتين يمثل نموذجا للتعاون بين المغرب وإسبانيا، وبين الضفتين". وأضاف "نحن في مرحلة بلغت فيها العلاقات الثنائية بين البلدين أوجها". واعتبر كويطع، في حفل نظم، مساء الخميس المنصرم بالرباط، أن المهرجان فرصة للتبادل الثقافي، على أسس وقيم التسامح، والسلم، والعمل الجماعي، من أجل التنمية المستدامة، مؤكدا أن للمهرجان بعدا إشعاعيا، بامتداده لمدن أخرى غير الرباط. من جانبه، أبرز خوسي مونليون، مدير المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، أن مهرجان الضفتين يساهم في إبراز العناصر الكثيرة، التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، وبالتالي، بين شعوب الضفتين عموما، مبرزا أن هذه التظاهرة الثقافية تؤسس لعلاقات مجتمعية حقيقية، ولثقافة السلام، التي يعد المغرب من أوائل الدول، التي دعت إلى ترسيخها، عبر منظمة اليونسكو. وقال إن "البرنامج المعتمد، الذي حرص المعهد الدولي للمسرح المتوسطي على تفعيل دوره، تطلع، منذ نشأته، إلى تحقيق هدف جوهري، عبر تجاوز الطابع المنغلق للعديد من اللقاءات حول موضوع التقاء الثقافات، بفتح حوار حضاري، وتحديد موعد يحمل سمة الشعبية، بفضل مرونة برامجه، وتوسيع الشريحة الاجتماعية المستهدفة". وكان بلاغ للمنظمين أكد أن المهرجان يساهم في تكريس المبادئ، التي ترتكز على الثقافة، باعتبارها فضاء كفيلا بدعم قيم التعايش، في ظل التعددية والاختلاف. وسيشمل برنامج الدورة رقصة "مطر"، لإيفا ييربا بوينا (فلامينكو) و"متر مكعب" (المسرح الميمي)، وطاطارسيني (مسرح- سينما)، وأنايا الأحلام (رقص) ورسالة سارة (كراكيز)، ونساء المتوسط، وحفل أوركيسترا شقارة، وشباب الفلامينكو (موسيقى)، وآحاد هادئة (مسرح - سيرك)، وكارمن (مسرح- أوبرا). يذكر أن مهرجان الضفتين، الذي انطلق من المغرب سنة 2007، واحتضنت دورته الثانية سنة 2008 شبه الجزيرة الإيبيرية، يعود إلى المغرب، تزامنا مع الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي.