أكدت الصين على لسان، سونغ آيقوه، مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية، أن لديها "ثقة كاملة بمستقبل واعد لعلاقات الصداقة" مع المغرب، وعلى يقين بأن هذه العلاقات سيكون لها مستقبل أفضل في ظل الجهود المشتركة للجانبين. وقال سونغ، في حديث إلى وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش زيارة العمل المرتقبة يومي 11 و12 يناير الجاري لوزير الخارجية الصيني، يانغ جيتشى، للمغرب، إن الصين تعول كثيرا على هذه الزيارة من أجل "توطيد الصداقة وتعميق التعاون والارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين المغرب والصين إلى مستوى جديد". وأضاف أن الوزير يانغ جيتشي يتطلع إلى عقد لقاءات مع المسؤولين المغاربة وتبادل الآراء على نحو شامل ومعمق حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تعتبر خطوة ملموسة من الصين لمتابعة تنفيذ نتائج الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي المنعقدة في نوفمبر الماضي بشرم الشيخ (مصر). وذكر سونغ بأن العلاقات بين البلدين عرفت، خاصة خلال السنوات الأخيرة تطورا مشجعا يتمثل في "تعمق الثقة السياسية المتبادلة"، مذكرا بأن "قائدي البلدين تبادلا الزيارات في القرن الجديد، كما يستمر التبادل بين الجانبين على كافة المستويات". وشدد المسؤول الصيني على أن الجانبين "يحرصان على مراعاة الانشغالات الكبرى للجانب الآخر، ويحملان وجهات النظر المشتركة واسعة النطاق، وقاما بالتعاون والتشاور الطيب حول كثير من القضايا الدولية والإقليمية". وأضاف سونغ أن التعاون متبادل المنفعة توسع بين البلدين رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في الأشهر التسعة الأولى من العام 2009 نحو 1.86 مليار دولار، ويزداد التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات الصيد البحري والزراعة والاتصالات والبنية التحتية ومجالات أخرى. وقال إن الاستثمارات الصينية الفعلية في المغرب بلغت 170 مليون دولار، وتعمل شركات صينية عديدة على توسيع أعمالها في السوق المغربية، كما تحرص الصين على إرسال خبراء زراعيين إلى المغرب لتنفيذ برامج التعاون الزراعي. وأشار سونغ، من جهة أخرى، إلى تزايد التبادل الثقافي والإنساني بين البلدين، إذ تتمتع كل من الصين والمغرب بحضارة عريقة. وقال إن التعاون والتواصل بين البلدين أحرز نتائج مثمرة في مجالات الثقافة والفنون والبحث العلمي وتدريب الأطر. وأضاف "لقد حظي عرض فريق الفنون من مقاطعة خنان الصينية بإقبال كبير في المغرب، وجرى تأسيس معهد كوفوشيوس، أخيرا في جامعة محمد الخامس بالرباط، كما نرغب في تعزيز التعاون السياحي لإتاحة فرصة لمزيد من السياح الصينيين للإطلاع على المعالم الأثرية للمغرب وثقافته وتقاليده". ويقوم وزير الخارجية الصيني بزيارة عمل للمغرب يومي 11 و12 يناير في إطار جولة له في المنطقة من 5 إلى 14 يناير، وتشمل كلا من كينيا، ونيجيريا، وسيراليون، والجزائر، ثم المملكة العربية السعودية. من جهة أخرى أكدت الصين أن بقاء قضية الصحراء دون حل "لا يخدم التنمية في اتحاد المغرب العربي، ووحدة دول المنطقة"، داعية إلى "الإسراع في استئناف المفاوضات". وقال سونغ آيقوه في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الصين "تتفهم انشغالات المغرب في هذه القضية"، التي "خلفها التاريخ"، وتأمل من "الأطراف المعنية مواصلة إظهار مرونة وتجاوز الخلافات، والعمل على إيجاد القواسم المشتركة، وصولا إلى حل عادل ودائم ومقبول لدى الجميع على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". وأكد سونغ أن الصين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي على مواصلة الدور البناء في إيجاد حل مناسب لقضية الصحراء. وأضاف "في السنة الماضية تجاوبت الأطراف المعنية تجاوبا إيجابيا" مع مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، وأجرت مباحثات غير رسمية". وقال سونغ "إذ نقدر ذلك لنأمل أن تلتزم الأطراف المعنية بالمفاوضات السلمية، وتبذل جهودا للإسراع في استئناف المفاوضات".