في جو احتفالي بألوان فولكلورية إفريقية، احتفل سكان إحدى القرى السنغالية، الثلاثاء الماضي، بانطلاق العمل بضيعة فلاحية، جرى تمويلها بفضل هبة قدمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وبهذه المناسبة، أكد سفير المملكة بدكار الطالب برادة، الذي شارك في إعطاء انطلاقة العمل بهذه الضيعة، رفقة وزيرة الفلاحة السنغالية، غاي سار، أن "هذا المشروع الذي جرى تمويله بفضل هبة من جلالة الملك بقيمة 10 ملايين درهم، يعكس جودة علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع المغرب والسنغال، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس عبدو اللاي واد". وانطلق العمل بالفعل بهذه الضيعة، التي أطلق عليها اسم "قطب التميز الفلاحي لنغومين" وجرت تهيئتها على مساحة 71 هكتارا في منطقة تييس (جنوب السنغال)، حيث شرع حوالي مائة شاب في أشغال الحرث والغرس، يحفزهم على الاجتهاد في العمل الطلبيات، التي توصلوا بها على الثمار الموجهة للتصدير. وحظيت الوزيرة السنغالية والشخصيات الرسمية المحلية، التي حضرت لتشارك السكان المحليين هذا الحدث، باستقبال حار من طرف سكان قرية نغومين والبلدات المجاورة. كما قدم حشد من السكان للتعبير عن امتنانه للمبادرة الكريمة لجلالة الملك، والإشادة بروابط الصداقة والأخوة العميقة التي تربط البلدين. وتندرج هذه الضيعة، في إطار مشروع طموح أطلقته الحكومة السنغالية، يتوخى تطوير قطاع الفلاحة، الذي يكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة للبلد، الذي يتطلع إلى ضمان أمنه الغذائي، والنهوض بالتشغيل في الوسط القروي. ويهدف هذا المشروع الذي يحمل اسم "أراض فلاحية مشتركة" وتشرف عليه وكالة (ريفا) السنغالية، إلى الرفع من عرض الأراضي الفلاحية المهيئة لفائدة الفلاحين الشباب، من ضمنهم خريجو مدارس التكوين في الميدان الفلاحي. وحسب منعشي هذا المشروع، فكان ل "قطب التميز الفلاحي لنغومين" أثر إيجابي على انطلاقة العمل بالأراضي الفلاحية المشتركة. وفي هذا السياق، أوضح مسؤول من الوكالة السنغالية أن ثلاثة مشاريع مماثلة رأت النور منذ انطلاق أشغال تهيئة واستغلال هذه الضيعة، مضيفا أن "قطب التميز الفلاحي لنغومين" شكل حافزا ونموذجا يحتذى للسكان المحليين. وجرى ربط ضيعة نغومين، التي هيأت في إطار تصور تنموي مندمج ومستدام، بشبكة طرقية معبدة، بتهيئة طريق غير معبدة يبلغ طولها 8 كيلومترات. وفي إطار هاجس الحفاظ على الموارد المائية الباطنية لهذه المنطقة شبه القاحلة، جرى تزويد الضيعة بنظام للري يعتمد تقنية التنقيط، وبئر مجهزة بمضخات بصبيب 180 مترا مكعبا في الساعة، وهو صبيب كاف لتغذية شبكة الري على مساحة 60 هكتارا. وجرى تزويد الضيعة بجميع التجهيزات لتثمين الإنتاج. كما تتوفر بالخصوص على معدات إنتاج الكهرباء، ومرافق تقنية وإدارية ومستودع للتخزين والتغليف. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت غاي سار أن هذا المشروع يعكس تميز علاقات التعاون بين المغرب والسينغال بقيادة قائدي البلدين، وهو المشروع الذي يندرج في إطار تطوير فلاحة مستدامة وتنافسية. وحرصت على التذكير بتنوع مجالات التعاون مع المغرب، البلد الذي يعتبر مرجعا في مجال تدبير الموارد المائية والتنمية الفلاحية على المستوى الإفريقي. وأضافت أن المغرب وضع بسخاء وعلى الدوام، خبرته رهن إشارة السنغال الذي يطمح إلى تطوير قطاعه الفلاحي في إطار برنامج "غوانا" المهم، الذي أطلقته الحكومة السنغالية في 2008 . من جانبه، استعرض برادة الجانب الفلاحي من التعاون المغربي السنغالي، الذي يزخر بالتجارب الناجحة والإنجازات الملموسة. وذكر، بهذا الخصوص، ببرنامج الاستمطار الذي بلغ حاليا دورته الخامسة، ودعم المصالح العمومية للقطاع الفلاحي بالتجهيزات، وتكوين التقنيين السنغاليين في مؤسسات متخصصة بالمغرب. وقال إن "قطب التميز الفلاحي لنغومين"، الذي جرى تمويله بفضل هبة من جلالة الملك يجسد بجلاء جودة هذا التعاون"، مؤكدا استعداد المغرب لتعزيزه بشكل أكبر. وبفضل عملية الري، ستمكن ضيعة نغومين الفلاحين المستفيدين من القيام بأولى عمليات جني الثمار الموجهة للتصدير خلال الفصل الجاف الحالي. ويقتصر الإنتاج التقليدي للأراضي البورية في هذه المنطقة السنغالية عموما على فصل الأمطار، الذي يمتد من يوليوز إلى أكتوبر. وحسب منعشي المشروع، فإن ضيعة نغومين ستمكن من إدماج حوالي 200 فلاح، وتحسين مستوى عيش عدد مماثل من الأسر. وسيوجه الإنتاج نحو المنتوجات الفلاحية ذات القيمة المضافة العالية الموجهة، سواء للسوق الداخلية أو الخارجية.