قد يبدو للبعض أننا نعطي صورة قاتمة عن مقاطعة بني مكادة بطنجة، ويتساءل الآخر عن غايتنا، لكن الصورة كما نعتقد ونراها واقعية، لنكن واقعيين وكفانا كذبًا على المواطن وحان الوقت لنضعه أمام الحقيقة. بني مكادة اليوم مرتع لكل ما لا تحسد عليه .. انتشار للأوساخ، انعدام للنظافة، تلوث في البيئة، و انقطاعات متكررة للإنارة العمومية … إلى درجة قد تعيش معها أحياء، وشوارع أياما في الظلام، دون أن يحرك ذلك شعرة في مفرق رئيس مقاطعتها محمد خيي المسؤول اللأول عن نكبتها ، والسبب هو أنه يحتاج الفقر والبؤس لكي يعشش فيه ويستغل ضحاياه لكسب أصواتهم في الانتخابات، لذلك فليس من مصلحته محاربة الفقر والهشاشة لأنها رصيده الانتخابي الذي لا ينفد. ساكنة بني مكادة التي راهنت على حزب المصباح لتحسن أداء مقاطعتها، خاب أملها، وتحولت من مناصر للبيجيدي في المقاطعة إلى متذمر من تنصل منتخبي هذا الحزب من وعودهم الانتخابية. فبعد تفاؤل الساكنة بتمكن حزب العدالة والتنمية من تشكيل مجلس مقاطعة بني مكادة بأغلبية مريحة، تمكنه من تنفيذ البرامج التي وعدا بها المواطنون، فإنه أضحى يسير بهاجس انتخابي محض، بسبب احتكاره لاتخاذ القرارات والهيمنة ، الشيء الذي ترتب عنه غياب إستراتيجية النهوض بالمنطقة في العديد من المجالات، وأصبحت بني مكادة تعول فقط على المشاريع التنموية التي يطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار برنامج "طنجة الكبرى". فما زالت بني مكادة ترزح تحت وطأة عدة مشاكل تدخل في إطار اختصاصات المجلس ، و على رأسها الحالة المتردية للطرقات ، التي تشعر الزائر وكأنه في إحدى القرى النائية، والأحياء المهمشة ، وتعبيد الأزقة والطرقات، و الأزبال التي تزكم أنوف الساكنة كل صباح ، دون أن يقدم المجلس أي حل ، وكذا الإسراع في وقف ما يهدد صحة السكان الذين انتخبوا الحزب لتذبير شؤونهم . كما تتواجد مخاطر أخرى تحيط بساكنة المنطقة ، ويتعلق الأمر بعدد من المطارح العشوائية و الأودية التي تؤرق بالها إذ تنتشر الروائح الكريهة ، نتيجة هذه الأودية المصنفة كنقط سوداء ، فضلا عما ينتج عنها من العدد الكبير للحشرات و البعوض. محمد خيي ،عندما كان في المعارضة كان يقيم الدنيا ولا يقعدها عندما كانت تحدث كوارث ببني مكادة ، فكان يحول دورات المجلس إلى جلسات لمحاكمة الأغلبية و المسؤولين وجلدهم، متهما الجميع بالتقصير ويطالب بالمحاسبة. محمد خيي الذي أصبح بلقب «الصحاف»، لأنه آخر من يعلم بما يقع داخل مقاطعة بني مكادة ، اختار فندقا فخما وسط المدينة لعرض حصيلة أداء مكتبه المسير ،خوفا من احتجاجات الساكنة ، سينوه يوم الجمعة 2 فبراير 2018 ، بإنجازات مكتبه خلال سنة كاملة من تدبير الشأن المحلي، وسيقول أن حقق حصيلة مشرفة رغم الإكراهات المادية والبشرية واللوجستيكية التي تعاني منها المقاطعة. خيي سيقول أيضا و العكس صحيح ، أن المكتب اعتمد على منهجية علمية دقيقة بوضع مقاربة انطلاقا من تشخيص دقيق للقضايا والإشكالات التي تعرفها المقاطعة، وبعدها تم ترتيب هذه القضايا وفق نظام الأولويات تم فيها مراعات الضرورة والاستعجال. وسيضيف السي خيي ، أنه في هذا الإطار تم اختيار أربع قضايا ذات أولوية دون إغفال القضايا الأخرى، والتي تتعلق بتقوية الحكامة والتواصل، وتحسين جودة الخدمات الإدارية وتأهيل المرفق العمومي، مع التركيز على عنصر الجودة من أجل الارتقاء بمستوى التنشيط المحلي، كما سيؤكد بدون حياء و لا خجل ، أنه جد راض على أداء مكتبه وسيستدل بذلك بأرقام من مخيلته ، وسيقارن كما العادة حصيلته مع حصيلة المجلس السابق الذي تولى تدبير مقاطعة بني مكادة. محمد خيي فشل فشلاً ذريعا في تدبير القطاعات الخدماتية، وأضحى اليوم يعلق شماعة فشل تسييره إلى والي الجهة والسلطة بصفة عامة في صراع خفي لغاية في نفس يعقوب ، وهو ما ترتب عنه تذمر حاد للساكنة، و لقد تبين و بالملموس أنه لا يتوفر على الأطر القادرة على تسيير منطقة من حجم بني مكادة لأن الوضع أكبر منه والتحديات تحتاج إلى من يريد التضحية لا من يريد أن يستفيد. فلا بأس أن يتواضع “خيي” ويعرف حجمه ويستفيد من تجارب موجودة وسط المجتمع ومن أطر محلية و مكونة تكوينا جديدا لا يتوفر عليها إخوانه. خلاصة القول هؤلاء «الباجدة» يطلبون صوت المواطن في الانتخابات لإسقاط الفساد والاستبداد، وعندما ينجحون يقولون إن التحكم يمنعهم، لكن التحكم لا يمنعهم من الحصول على الراتب السمين والامتيازات التي يحصلون عليها من البرلمان والمجالس المنتخبة. يطلبون صوت المواطن للتسيير الجماعي وعندما يصلون إلى رئاسة المجالس البلدية ويحتاج إليهم المواطن عندما تحدث كوارث ، يقولون إن الوالي منعهم، إذا كنتم تعرفون سلفا أن الوالي سيمنعكم من العمل لماذا تكذبون على المواطنين وتطلبون أصواتهم للوصول إلى المجالس الجماعية؟ ملحوظة لا بد منها هذا هو الحي الذي يقيم فيه رئيس المقاطعة محمد خيي ببني مكادة ولكم أن تقارنو “الفرق بين حي الرئيس المحترم و حي أولاد الشعب المزاليط”