تعتبر ملاعب روسيا العائق الأول بالنسبة إلى المنتخب الوطني، المشارك في كأس العالم 2018، إذ سيلعب في ثلاثة ملاعب هي سان بطرسبورغ ولوجنيكي بموسكو العاصمة ثم في ملعب كالينينغراد الذي يوجد على الحدود مع بولونيا. ويضطر لاعبو منتخب الأسود إلى الاستعانة بطائرة للتنقل بين الملاعب، إذ سيقطعون 3430 كيلومترا كاملة في 10 أيام فقط، وهو ما قد يؤثر عليهم بدنيا، بسبب المسافة الكبيرة. ويلعب الأسود مباراتهم الأولى في ملعب سان بطرسبورغ أمام إيران، في 15 يونيو المقبل، قبل أن يقطعوا 1430 كيلومترا ذهابا وإيابا إلى موسكو، لمواجهة البرتغال في المباراة الثانية المقررة بملعب لوجنيكي في 20 يونيو المقبل، ثم سيرحلون بعد ذلك إلى كالينينغراد، التي توجد بالحدود مع بولونيا، إذ سيقطعون 2000 كيلومتر ذهابا وإيابا أيضا. وسيكون على لاعبي المنتخب تحمل عناء السفر في كل مرة، ناهيك عن فارق التوقيت بين هذه المدن، ثم درجات الحرارة التي تتغير مع اختلاف المدينة، بحكم شساعة مساحة روسيا. ملعب سان بطرسبورغ يعتبر ملعب سان بطرسبورغ، أو ملعب كريستوفسكي، كما يحلو للسكان المحليين مناداته، من أهم الملاعب في روسيا وأكبرها، إذ يلعب على أرضيته نادي زينيت المعروف، والذي يعتبر من أكبر النوادي في روسيا. وتبلغ سعة ملعب سان بطرسبورغ ما يقارب 70 ألف متفرج، وبني في 2007 على يد المهندس الياباني كيشو كوروواكا. ولعبت على أرضية الملعب نفسه، مباريات هامة، آخرها مباريات كأس القارات الأخيرة، فيما ستلعب عليه مواجهات نارية في المونديال الصيف المقبل، على غرار المغرب وإيران، ثم البرازيل وكوستاريكا والأرجنتين ونيجيريا. وستجد الأسود في استقبالها جوا باردا جدا في عز الصيف، حين تحل قبل انطلاق المونديال بسان بطرسبورغ، إذ لن تتجاوز الحرارة 19 درجة، فيما تصل الرطوبة إلى 50%، وتساقطات مطرية تتجاوز 20 ميليمترا. وتوجد سان بطرسبورغ في الجانب الأوربي من روسيا، بالقرب من الحدود الإستونية والفنلندية، ويغلب عليها الجو القطبي البارد، الآتي من الشمال، لكنها معروفة بجذبها لأعداد مهمة وقياسية من السياح، بفضل معالمها التاريخية، وتضم ما يقارب 6 ملايين نسمة، وحملت أسماء سابقة مثل لينينغراد وبيتروغراد. ملعب لوجنيكي بموسكو يكتشف لاعبو الأسود العاصمة الروسية في 20 يونيو 2018، حين يقابلون البرتغال في أول اختبار قوي لهم في المونديال، إذ سيقطعون مسافة 1430 كيلومترا ذهابا وإيابا من سان بطرسبورغ إلى موسكو. ويلعب المنتخب مباراته الثانية بملعب لوجنيكي، الذي يعتبر من بين أقدم الملاعب في روسيا، إذ بني في 1955 وأعيد ترميمه أخيرا ليصبح من أكبر ملاعب المونديال، بسعة تصل إلى 81 ألف متفرج. وشهد ملعب لوجنيكي عمليات إصلاح كثيرة، في 1980 و1995 و2007 و2013 و2017، وستلعب فيه مباراة الافتتاح بين روسيا والسعودية، ثم النهاية في 15 يوليوز 2018، ومباراة الدنمارك وفرنسا، وقمة ألمانيا والمكسيك. ويوجد ملعب لوجنيكي في وسط العاصمة الروسية، والتي تعتبر من أهم العواصم في أوربا والعالم، إذ تضم 12 مليون نسمة، وتعتبر من أجمل المدن في العالم، وتجلب الملايين من السياح سنويا، بحكم أهميتها التاريخية للقارة الأوربية بأكملها. وتشهد موسكو عددا أكبر من السكان في فصل الشتاء، بسبب نزوح الروس إليها من كل المناطق بسبب الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة، وتحتضن موسكو حرارة معتدلة في الصيف، تصل إلى 25 درجة، لكنها تعرف أيضا تساقطات مطرية لا بأس بها. ملعب كالينينغراد يستقبل ملعب كالينينغراد منتخب الأسود في آخر مباراة والأهم له في الدور الأول، إذ سيواجه منتخب إسبانيا القوي في 25 يونيو المقبل، وسيقطع مسافة 2000 كيلومتر ذهابا وإيابا من سان بطرسبورغ، مكان الإقامة، إلى كالينينغراد البعيدة جدا عن روسيا، والتي توجد فوق التراب البولوني. ويضطر لاعبو الأسود إلى قطع مسافة كبيرة بالطائرة، التي ستمر على إستونيا وليتوانيا وصولا إلى بولونيا، للنزول في كالينينغراد التي تشهد وجود قاعدة عسكرية روسية كبيرة. وتختلف كالينينغراد كثيرا عن المدن الروسية من ناحية التوقيت والطقس وظروف الإقامة، إذ سيمكث فيها منتخب الأسود يومين على الأقل للاستعداد لمباراة إسبانيا الأخيرة بالدور الأول. ويقطن كالينينغراد ما يقارب 500 ألف نسمة، وتعتبر من أقدم المدن الأوربية إذ تأسست في 1255، وحملت في السابق اسم كونيغسبورغ. وتعرف كالينينغراد جوا باردا أيضا في عز الصيف، إذ تعرف تساقطات مطرية هامة وحرارة لا تتجاوز 20 درجة، بل يهجرها أغلب سكانها في الشتاء، بسبب البرد القارس، ويفضلون المكوث في بعض دول أوربا الشرقية أو السفر إلى موسكو. ويحمل ملعب كالينينغراد اسم البلطيق أرينا، إذ شيد في 2015 ورمم في 2017، فيما تصل سعته إلى 35 ألف متفرج، وهو من بين أصغر الملاعب في مونديال 2018. ومن المقرر أن يحتضن الملعب مباريات قوية أيضا في النهائيات، أبرزها قمة كرواتيا ونيجيريا، وصربيا وسويسرا، ثم مواجهة إنجلترا وبلجيكا.