في غياب تام للمنتخبين و على رأسهم برلمانيو المدينة و عمدة المدينة ورئيس الجهة ، قام بها مجموعة من الأفراد بطنجة، ببادرة طيبة ، من خلال تقديم الدعم والمساعدة لأفراد القوات المساعدة والوقاية المدنية والمصالح التي واصلت جهودها لإطفاء الحريق الذي اندلع في أجزاء واسعة من غابة مديونة ضواحي عروس الشمال. وقد قام عدد من نشطاء مدينة طنجة على مواقع التواصل الاجتماعي باطلاق نداءات على الصفحات بموقع “فيسبوك” يطالبون المواطنين بضرورة تقديم مساعدات لرجال الاطفاء وتوفير كافة اشكال التضامن للمساعدة في انهاء الحريق. وقد لاقت هذه النداءات تجاوبا كبيرا في أوساط الفاعلين الجمعويين والمواطنين العاديين الذين توجهوا إلى عين المكان حيث تتواجد عناصر القوات المدنية لإطفاء الحريق، حاملين لهم قنينات الماء والأطعمة. وعبر رجال الاطفاء عن امتنانهم الكبير لهذه المبادرات التي اقدم عليها الشباب، حيث استقبلوا مساعدات المواطنين بالشكر والامتنان. هذا وقد أبانت مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى على دورها الهام في الرفع من قيم التضامن ونشرها بشكل أسرع بين المواطنين، وهذه ليست المرة الاولى التي تنجح فيها مبادرات على هذه الشاكلة. و خلف الحريق الهائل الذي يجتاح غابات منطقة “الجبل الكبير”، غربي مدينة طنجة، منذ يوم الجمعة، مساحة غابوية بلغت 130 هكتار، بكل من منطقة “مديونة” و”السلوقية” و”كاب سبارتيل”، في ظل حالة استنفار من طرف مختلف فرق التدخل المكلفة بإخماد الحرائق. وأوضح فؤاد عسالي عن مندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر بطنجة، أنه “تم تحديد ثلاث بؤر رئيسية للحريق، غير أن هناك صعوبة في اخمادها وذلك بسبب قوة الرياح التي تتجاوز 80 كلم في الساعة، إلى جانب كثافة الغطاء النباتي”. مشيرا إلى أنه لم يتم اخماد الحريق بشكل نهائي لحدود الساعة. وأضاف عسالي، في تصريح للقناة الثانية “دوزيم” أنه تم تجنيد 500 وحدة لإخماد الحريق، كما تمت الاستعانة بطائرات من نوع كنداير التابعة للقوات الجوية الملكية ، مشيرا إلى أن الحريق أتلف إلى حدود الساعة 130 هكتار من غابة مديونة والمساحات المجاورة. في ذات الأثناء، دق مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، ناقوس الخطر من استمرار الحرائق و انتقالها الى مناطق غابوية جديدة ووصولها الى السلوقية، معتبرا أن الأمر يمثل ” كارثة بكل المقاييس”. وقال المرصد، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بأنه ” يتابع هذه التطورات الخطيرة راصدا الظروف الصعبة لإشتغال الفرق الميدانية التي تعمل باستماتة لمحاصرة الحرائق. ” محذرا من أن النقص الفادح في التجهيزات و الإمكانيات و امام تباطئ في اعلان حالة الطوارء القصوى يهدد بان تأتي النيران على ما تبقى من غابات طنجة. ودعت ذات الهيئة الجمعوية، إلى الاعلان الفوري لحالة الطوارئ القصوى و استقدام تعزيزات وطنية لمواجهة النيران بشكل عاجل ، كما طالبت الولاية و مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة و جماعة طنجة بالالتزام العلني و الصريح ببرنامج استثنائي لإعادة تشجير جميع المناطق المحروقة و اتخاذ التدابير الوقائية ذات الصِّلة بالتنسيق مع باقي المصالح المعنية.