أسبوعا واحدا فقط، بعد صدور نتائج الانتخابات الرقمية كما أصدرتها وزارة الداخلية، بدأت بوادر تشتت حزب الأصالة والمعاصرة، تظهر للوجود، لدرجة أن الانتقادات التي وجهها المسؤول الأساسي في الحزب، وهبي، الذي طالب إلياس العماري بالاستقالة، وسارعت أطراف من الحزب لاتهام وهبي بأنه مبثوث من حزب بن كيران داخل حزب الأصالة، كلها عناصر تظهر أن الحزب بدأ في الاندثار، خصوصا بعد أن أكد الملك محمد السادس، أن إصلاح المغرب لا يمكن أن يرتبط بعدد الأصوات في الانتخابات. وأخطر من استنتاج وهبي، فإن نائبة أخرى في حزب الأصالة، الريكي، انتقدت الرئيس البامي لحزب الأصالة، بنشماس بتبذير أموال الدولة في شراء سيارات المرسيديس، لأعضاء مكتبه بالبرلمان، والريكي مسؤولة في حزب بنشماس. خروج سهيلة لمهاجمة بنشماس، اعتبره البعض دليلا واضحا على الخلاف الكبير بين العماري ورئيس مجلس المستشارين، ذلك أن سهيلة واحدة من المحسوبين على العماري، وإحدى عناصر ثقته منذ مدة.. ويتوقع أن تظهر الخلافات بشكل جلي خلال اجتماع المجلس الوطني المزمع انعقاده بمدينة بوزنيقة السبت الموافق ل 26 نونبر الجاري، حيث يرغب الغاضبون في مناقشة "أسباب الإخفاق في الانتخابات" ضمن جدول الأعمال، كما تؤكد المصادر، أن عدة جهات تسعى لمحاسبة القيادة الحالية على مصير ملايير السنتيمات، منها مصير الدعم المالي الذي تلقاه الحزب من الدولة، علما أن البعض بات يتساءل عن الظروف التي عقدت فيها صفقة الصين المتعلقة بطباعة القبعات والسترات، كما سيكون الاجتماع مناسبة لاستفسار القيادة على حقيقة الأخبار التي روجتها بعض الصحف والمتعلقة بالهدايا التي تلقتها قيادة حزب البام خلال الحملة الانتخابية من رجال أعمال(..). يذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة، قد دخل خلال الفترة الأخيرة في مرحلة نزيف حاد، حيث تتخوف قيادته من هجرة جماعية متوقعة نحو حزب الأحرار، الذي بات يقوده عزيز أخنوش. وكانت بداية الأسبوع الجاري قد تميزت، بالرسالة القوية التي وجهتها كوثر بنحمو، القيادية في الحزب، إلى المحامي، عبد اللطيف وهبي، تعتبر فيها خروجه الإعلامي، "مناورة فاشلة"، عنوانها تغيير الأدوار من قيادة قالت بأنه "لا أخلاق لها"، فهي لا تحترم الدستور ولا تعترف بالديمقراطية، وليس لها مشروع، وهمها هو ضرب المؤسسات الدستورية، وكذا الوحدة الترابية للمملكة.. "فإذا كان وهبي صادقا، في احترامه للدستور، فليقل لنا: أين كان لما صرح إلياس العماري في حواره مع تيل كيل، وبصفته عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، بأن "الدستور رواية قبيحة كاتبها مصاب بإسهال حاد وأنا لم أصوت عليه"، ولماذا لم يخرج وهبي ليستنكر الهجوم على الدستور، بل وعدم احترام أسمى قانون في المملكة المغربية، وهو رجل قانون ورئيس الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة آنذاك، وإذا كان صادقا في احترامه للديمقراطية ليشرح لنا: "لماذا، لما حظي حزب العدالة والتنمية بثقة المغاربة الذين ائتمنوه على قيادة الحكومة فبوأته أصواتهم المرتبة الأولى في الاستحقاقات التشريعية ل 7 أكتوبر 2016، لم تترك القيادة الحالية لحزب الأصالة والمعاصرة حزب العدالة والتنمية ليشكل تحالفاته بهدوء وبدون ضرب من تحت الحزام..؟"، تقول كوثر بنحمو التي قالت أيضا "..عن أهداف وخلفيات تصريحات إلياس العماري حول مخاطر الانفصال التي قلت يا وهبي أنك لا تفهمها، فهي مجسدة في المكتب الفيدرالي الذي يؤسس للفيدرالية بالمغرب، وهنا أطالب السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية، وكذا وزارة الداخلية في شخص الوزير، محمد حصاد بإيقاف مهزلة المكتب الفيدرالي لأنه مخالف للدستور وللقانون التنظيمي للأحزاب. عن الأسبوع الصحفي