باتت شبكات التواصل الاجتماعي تشكل ساحة معركة بين الأحزاب المغربية المشاركة في الانتخابات، حيث يلجأ إليها المرشحون لإقناع الناخبين وكسب أصواتهم، بالموازاة مع عملهم على أرض الواقع من خلال حملات الدعاية التي انطلقت السبت الماضي. ومع اقتراب الانتخابات التشريعية ، يزداد اهتمام الأحزاب بالمواقع الاجتماعية، حيث تخصص كل واحدة منها فريقا إعلاميا يتكلف بنشر إعلانات، هدفها حصد أكبر عدد ممكن من أصوات مستخدمي الأنترنيت المغاربة، الذين يصل عددهم إلى حوالي 20 مليون شخص. ويقوم كل فريق إعلامي بنشر تدوينات وتغريدات وفيديوهات ترويجية، يقدم فيها الحزب برنامجه ووعوده للمغاربة، بغية التأثير فيهم وإقناعهم بالتصويت لمرشحيه. وتلجأ بعض الأحزاب إلى شركات متخصصة في التسويق الإلكتروني، وذلك للاستفادة من خبرتها في المجال، فيما تعتمد أحزاب أخرى على أعضاء شبيبتها، الذين يشكلون ما يسمى ب”الجيوش الإلكترونية”. من جانبهم، يستغل زعماء الأحزاب صفحاتهم الرسمية بموقعي فايسبوك، لنشر فيديوهات وصور كواليس الحملات الانتخابية التي يقومون بها في مختلف أنحاء المملكة، فيما يستعين بعضهم بتقنية “البث المباشر” التي أطلقها مؤخرا فايسبوك، لبث مهرجاناتهم الخطابية. وكشفت مصادر حزبية ن الهدف من اللجوء للشبكات الاجتماعية هو التواصل مع شريحة مهمة من المجتمع المغربي، خاصة الشباب وهي الشريحة الأكثر نشاطا على الأنترنت. وأوضح المصادر ذاتها أن فاعلية الأحزاب في المواقع الاجتماعية مرتبطة بفاعليتها في التنظيم على أرض الواقع، مضيفا “الإحصائيات تشير إلى أن العدالة والتنمية هو الحزب رقم 1 في الويب المغربي”. كما اعتبرت المصادر أنه من الطبيعي أن تتجه الأحزاب نحو شبكات التواصل الاجتماعي لطرح برامجها وإقناع الناخبين بها، لأنها “مجبرة على القيام بذلك”ولا يمكن قياس الحجم الحقيقي للحزب من خلال الحملات الانتخابية التي يقوم بها على أرض الواقع، بل من خلال تواجده في المواقع الاجتماعية ومدى تفاعله مع القضايا اليومية للشعب المغربي”. ويعتبر الفيسبوك أبرز ساحة “يتصارع” فيها المرشحون، بحكم ضمه عددا كبيرا من “الفايسبوكيين” قياسا بباقي الفضاءات الافتراضية الأخرى، حيث يصل عدد مستخدمي الموقع بالمغرب إلى أكثر 11 مليون، وفق ما جاء في تقرير لوزارة الاتصال. ذلك ما أكده أحمد الدافري، أستاذ باحث في الإعلام والتواصل ، حيث قال “مع وجود الملايين من الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي وجدت الأحزاب السياسية نفسها مجبرة على استغلال هذه الفضاءات، على أمل أن تجلب بعض الأصوات التي يمكن أن تمنحها تقدما في سياق تنافسها على الفوز بالمقاعد”. وأشار إلى أن “الأحزاب التي تملك قاعدة جماهيرية واسعة لا تعول على وسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع قاعدتها بقدر ما تسخرها من أجل التنسيق بين أعضائها الفاعلين داخل هذه الشبكات”. وأضاف “عندما تسلك الأحزاب السياسية هذا المنحى، فهي تحاول بذلك أن تستفيد مما توفره لها هذه الفضاءات التي ينظر إليها بكونها تجمعا لحشود مستعدة لاستهلاك خطابات، والتأثر بنداءات، والتفاعل مع دعوات “. وتتحول هذه التدوينات، في بعض الأحيان، إلى ساحة حرب يتبادل فيها مؤيدو هذا الحزب أو ذاك الانتقادات والاتهامات، يسعى فيها كل طرف إلى تسجيل نقاط على حساب الآخر. يشار إلى أن 30 حزبا سيشاركون في الانتخابات المقررة الجمعة المقبلة، والتي تنحسر فيها المنافسة بين حزبي العدالة والتنمية المتزعم للائتلاف الحكومي، والأصالة والمعاصرة أكبر احزاب المعارضة.