في تحول استراتيجي بارز في السياسة الدفاعية للمملكة، كشفت تقارير متخصصة أن المغرب أعرب عن اهتمامه باقتناء دبابات "كي 2 بلاك بانثر" الكورية، خلال اجتماعات رفيعة المستوى احتضنتها العاصمة الكورية الجنوبية سيول مطلع أبريل الجاري. وحسب ما أورده موقع "Bulgarian Military" المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن تفاصيل هذه الصفقة المحتملة لا تزال غير معلنة رسميًا، غير أن مجرد فتح باب المفاوضات يعكس رغبة المغرب الواضحة في تحديث ترسانته الحربية وتعزيز استقلالية قراراته العسكرية، بعيدا عن الارتهان الكامل لشركائه التقليديين في مجال التسلح. ويعد هذا التوجه الجديد، الذي يتماشى مع رؤية استراتيجية لتنوع مصادر العتاد الدفاعي، جزءا من مقاربة أوسع يتبعها المغرب لمواجهة التحديات الجيوسياسية التي تعرفها المنطقة، خاصة في ظل تصاعد التوتر الإقليمي واستمرار السباق نحو التسلح في شمال إفريقيا. وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه الرباط إلى تحقيق التوازن العسكري مع الجزائر، التي تمتلك أسلحة متطورة من مصادر روسية، أبرزها دبابات "تي 90". ويؤشر اهتمام المغرب بدبابة "كي 2 بلاك بانثر" على الرغبة في اقتناء معدات حربية ذات تكنولوجيا متقدمة ومواصفات قتالية عالية الدقة، تمكن القوات المسلحة الملكية من التموقع بقوة ضمن المعادلات الدفاعية الإقليمية. في المقابل، ترى جهات تحليلية أن انفتاح المغرب على التكنولوجيا العسكرية الكورية يمنح سيول فرصة لتعزيز مكانتها كمصدر عالمي موثوق للسلاح، لا سيما في ظل الطلب المتزايد على المعدات العسكرية المتطورة في ظل التوترات الجيوسياسية المتسارعة. وينتظر أن تكشف الأسابيع المقبلة مزيدا من المعطيات حول مأل هذه المفاوضات، خاصة مع اقتراب عدد من المعارض الدفاعية الدولية، التي غالبا ما تشهد توقيع صفقات استراتيجية مماثلة.