تواصل مصالح الأمن بمدينة مراكش جهودها المكثفة لمحاربة ظاهرة الدعارة الرقمية، التي تتخذ من الإعلانات الإلكترونية وسيلة للترويج لخدمات جنسية عبر مواقع أجنبية. وشهدت المدينة نهاية الأسبوع الماضي تنفيذ عملية أمنية جديدة أسفرت عن توقيف أربعة أشخاص، بينهم فتاتان، ضبطوا في حالة تلبس داخل شقق معدة خصيصا لهذا الغرض. وجاءت هذه العملية بعد رصد مصالح الأمن منشورات إلكترونية مشبوهة على مواقع معروفة باستقطاب الزبائن الباحثين عن هذا النوع من الخدمات. وبفضل تتبع دقيق للمعلومات الرقمية، تم تحديد موقعين يستغلان كمراكز لاستقبال الزبائن، قبل أن تنفذ مداهمات محكمة أفضت إلى حجز معدات إلكترونية وهواتف ذكية ومبالغ مالية مهمة، إلى جانب محتوى رقمي يستخدم في جذب واستقطاب العملاء. وتعد هذه الضربة الأمنية استكمالا لسلسلة من العمليات النوعية التي تباشرها الأجهزة المختصة لمواجهة هذا النمط الجديد من الاتجار في البشر تحت غطاء رقمي. وكانت المصالح نفسها قد تمكنت قبل أسبوع واحد فقط من تفكيك شبكة أكبر تضم 18 شخصا، استغلوا شققا وأماكن خاصة لتقديم خدمات جنسية مموهة تحت اسم "جلسات تدليك". السلطات أكدت أن الأبحاث لا تزال جارية لتوقيف جميع المتورطين المحتملين في هذه الأنشطة غير القانونية، حيث يتم التركيز حاليا على مسارات التمويل والدعم التقني الذي تستند إليه هذه الشبكات. وتبرز هذه الحملات المتكررة عزم المصالح الأمنية في مراكش على تطويق ظاهرة الدعارة الرقمية، التي أصبحت تدار بوسائل حديثة تتطلب تكتيكات جديدة في الرصد والمتابعة.