كشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، اليوم الخميس 30 يناير 2025، خلال ندوة صحفية بمقره في سلا، عن تفاصيل جديدة حول خلية "حد السوالم"، المعروفة إعلاميا ب"خلية الأشقاء الثلاثة"، والتي كانت تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية داخل المملكة. وأكد مدير المكتب، حبوب الشرقاوي، أن التحقيقات أظهرت أن عناصر الخلية الإرهابية كانوا يعتزمون تنفيذ تفجيرات تستهدف مقرات أمنية حساسة، أسواقا كبرى، ومرافق عمومية يرتادها المواطنون والأجانب. وكشف الشرقاوي أن زعيم الخلية، وهو الشقيق الأكبر، كان يخطط لنقل أبنائه الخمسة إلى منطقة الساحل التي تُعتبر بيئة حاضنة للعائلات المتطرفة، مما يشكل تهديدا أمنيا إضافيا. وأشار الشرقاوي إلى أن أفراد الخلية كانوا على صلة مباشرة بقياديين في تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل، الذين كانوا يقدمون لهم التوجيهات اللازمة لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية. وأضاف أن عناصر الخلية قاموا بتنفيذ عمليات استطلاعية سرية استهدفت تصوير المقرات المستهدفة من زوايا مختلفة، وتحديد المنافذ وطرق الوصول إليها، إضافة إلى تحضير رسوم تقريبية للمسارات المؤدية إليها. وفيما يخص التحضيرات اللوجستية، أشار الشرقاوي إلى أن الخلية اشترت مواد كيميائية، معدات تلحيم، ومواد مزدوجة الاستخدام تستخدم في صناعة المتفجرات، كما عمدوا إلى تنويع مصادر الشراء بهدف إرباك الأجهزة الأمنية. وكشف الشرقاوي أن الأعضاء الرئيسيين في الخلية يتشاركون خصائص اجتماعية متشابهة، حيث لم يتجاوز مستوى تعليم الأشقاء الثلاثة الصف السادس الابتدائي، بينما العضو الرابع حاصل على شهادة البكالوريا، من الناحية المهنية، يزاولون مهنا وحرفا بسيطة، باستثناء أحدهم الذي لا يعمل في أي مجال مخصص. كما لفت مدير المكتب إلى تزايد ظاهرة تجنيد القاصرين في صفوف التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن 380 طفلا مغربيا رافقوا أسرهم إلى مناطق التوتر، وخاصة في شمال سوريا بين عامي 2013 و2015. وأكد أن هؤلاء القاصرين يمثلون تهديدا متزايدا، إذ يتم استغلال حداثة سنهم ورغبتهم في المغامرة لدفعهم للانخراط في عمليات إرهابية. وفي سياق آخر، كشف الشرقاوي أن المكتب تمكن منذ عام 2016 من توقيف 600 متطرف عبر منصات التواصل الاجتماعي كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية بأسلوب "الذئاب المنفردة"، الذي يروج له تنظيم "داعش" في إطار حرب الاستنزاف. وأوضح أن 130 متطرفا مغربيا غادروا البلاد منذ أواخر 2022 للانضمام إلى الجماعات الجهادية في إفريقيا، خاصة في الصومال ومنطقة الساحل، بينهم معتقلون سابقون في قضايا إرهاب ومقاتلون سابقون في سوريا. وفي ختام الندوة، أكد الشرقاوي أن جميع التدخلات الأمنية تُنفذ بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، وبالتنسيق مع القوات الخاصة، لضمان حماية المواطنين والممتلكات، وكذلك الحفاظ على سلامة عناصر الأمن أثناء العمليات.