أثار قرار شركتي الشحن الأوروبيتين البارزتين، ميرسك وهاباغ لويد، بتحويل محطاتهما من موانئ إسبانية مثل الجزيرة الخضراء وفالنسيا إلى ميناء طنجة المتوسط في المغرب، قلقًا كبيرًا لدى الأوساط الإسبانية. وحسب ما أفادت به إذاعة أوروبا سور الإسبانية، فقد بادر أعضاء البرلمان الأوروبي من الحزب الشعبي، خوان إگناسيو زويدو وبورخا خيمينيز، إلى مخاطبة المفوضية الأوروبية برسالة رسمية تعبر عن مخاوفهم بشأن تداعيات هذا القرار. وأوضح النائب خوان إگناسيو زويدو أن قرار شركة ميرسك بالاستغناء عن ميناء الجزيرة الخضراء لصالح ميناء طنجة المتوسط، في خط الشحن البحري الذي يربط بين الشرق الأوسط والهند والولايات المتحدة عبر البحر الأبيض المتوسط، يُعد مثالًا على التأثير المحتمل للرسم البيئي على قرارات الشركات. وأكد زويدو أن "ميناء الجزيرة الخضراء يشكل قطبًا اقتصاديًا رئيسيًا لإسبانيا"، محذرًا من أن فقدانه لأدواره الأساسية سيؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي. ودعا النائب المفوضية الأوروبية إلى إيجاد توازن بين الأهداف البيئية والسياسات الاقتصادية لضمان بقاء الشركات الأوروبية قادرة على المنافسة في ظل التحولات الاقتصادية الحالية. من جهتها، قررت شركة ميرسك الدنماركية، إحدى أكبر شركات الشحن العالمية، التخلي عن محطة التوقف في ميناء الجزيرة الخضراء لتحل محلها محطة في ميناء طنجة المتوسط، الذي يُعد من الموانئ الأكثر ديناميكية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وحصل الميناء المغربي على المركز الثالث عالميًا في تصنيف الأداء لسنة 2024، الذي أعده مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، بتحقيقه 159.6 نقطة. هذا التحول يُبرز التقدم الكبير الذي حققه ميناء طنجة المتوسط على المستوى العالمي، ليصبح نقطة جذب رئيسية للشركات الدولية، مما يثير قلقًا في دول الجوار حول تأثير ذلك على موانئها التقليدية.