يأتي قرار العفو الملكي عن مزارعي القنب الهندي كتجسيد للنهج الإنساني الواضح والجلي الذي تبناه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على مدى ربع قرن. فالتسامح والعفو والعطف كانا ولا يزالان من الركائز الأساسية للسياسة الاجتماعية لجلالته، مما يجعل هذه المبادرة تجسيدًا للرأفة والإنسانية التي تميز عهد الملك محمد السادس. فمبادرة العفو الملكي هاته هي خطوة تعكس التزام جلالة الملك العميق بتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال سياسات تتسم بالرحمة والعطف. فمن خلال منح فرصة جديدة للمزارعين، يبرز جلالة الملك رؤيته التي تضع التسامح والعفو في صلب السياسات الاجتماعية، مما يساهم في تحقيق الاستقرار والعدالة داخل المجتمع. كما تساهم هذه المبادرة الملكية في تحقيق التنمية المستدامة على عدة مستويات. فمن خلال دعم المزارعين في العودة إلى الحياة الاقتصادية بشكل صحي ومستدام، يعزز العفو من استقرار المجتمع المحلي ويقلل من الاعتماد على الأنشطة غير القانونية. كما يشجع المجتمع على بناء بيئة تحفز على التنمية الاقتصادية المستدامة عبر تشجيع الأنشطة القانونية والمشروعة، مما يساهم في تطوير اقتصاد محلي قوي ومستدام. ومن تداعياته الإيجابية أيضًا سيساهم العفو الملكي في تعزيز النسيج الاجتماعي من خلال تقوية الروابط بين الدولة والأفراد. فبإتاحة فرص حياة جديدة للمزارعين ستعزز من شعور التضامن والتعاون بين المواطنين، مما سيرفع من منسوب الوعي المجتمعي ويشجع على العمل الجماعي لتحقيق الأهداف المشتركة. لتعكس بذلك هذه الخطوة قدرة الدولة على تقديم حلول إنسانية ومنصفة تعزز من الاستقرار الاجتماعي وتقوي التلاحم الوطني. من جانب آخر، يأتي قرار العفو الملكي أيضًا تعزيزا للدور الريادي والاستراتيجي الذي تضطلع به المملكة في مجال التعاون الدولي لمكافحة شبكات التهريب الدولي للمخدرات. فمن خلال حماية مزارعي نبتة القنب الهندي من الوقوع في براثن هذه الشبكات، يساهم العفو في الحد من الانعكاسات السلبية لانتشار الزراعات غير المشروعة على الصعيدين الوطني والدولي، ليبرز هذا التوجه التزام المغرب بمكافحة التهريب وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. وخلاصة للقول، يعد قرار العفو الملكي عن مزارعي القنب الهندي تجسيدًا حقيقيًا للنهج الإنساني والعدالة الاجتماعية التي تبناها جلالة الملك محمد السادس. فمن خلال هذه المبادرة، يعزز المغرب من قدرته على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز النسيج الاجتماعي، بينما يواصل دوره الريادي في مكافحة التهريب وتعزيز التعاون الدولي. فهذه الخطوة هي تأكيد آخر على التزام المغرب بسياسات إنسانية متقدمة تهدف إلى بناء مجتمع مستقر وعادل. https://www.almaghreb24.com/maroc24/9ol0