قالت المجلة الباريسية "جون أفريك" إن زلزال الحوز أدى إلى تفاقم التوترات بين الرباط وباريس، حيث أن فرنسا هي البلد الوحيد التي قام قادتها السياسيون بمخاطبة المواطنين المغاربة مباشرة متجاوزين الملك محمد السادس والحكومة، كما لوكان المغرب بلدا لا يخضع للحكم. ووفق "جون آفريك" فإن ما يجري حاليا بين المغرب وفرنسا ليس مرده التوترات المتعلقة بتجميد فرنسا لمنح تأشيرات الدخول لأراضيها للمغاربة، ولا إلى القضية المزعومة حول التجسس ببرمجية "بيغاسوس"، ولا حتى إلى التهديد بربط مساعدات التنمية ب"عودة المهاجرين غير الشرعيين"، بل إلى تغير الموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء المغربية، والنزاع المفتعل حولها. وأوردت المجلة الفرنسية بأن فرنسا "إيمانويل ماكرون" انحازت إلى الجزائر التي تشن حربا على المغرب عبر الكيان الوهمي "بوليساريو"، منذ 1975، وبذلك فإن ما ذريعة "الحياد" الفرنسي أصبحت واهية ومرفوضة البتة من قبل المملكة المغربية، التي تطالب شركائها الأوروبيين بالاعتراف بأنه لا يوجد مستقبل للصحراء إلا في إطار سيادتها. وأحالت "جون آفريك" على أن المغرب يحتفظ بعلاقات قوية واستراتيجية مع الدول التي تعترف بمغربية الصحراء مثل "واشنطن" و"تل أبيب" كما أن علاقاتها متميزة مع كل من إسبانيا وألمانيا، وهم الشركاء الذين يدعمون مقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية الذي تقدمت به المملكة في 2007، باعتباره الحل الأوحد والمتصور لإنهاء النزاع المفتعل حولها. وبشأن انفصال المغرب عن العالم الفرنكفوني، أفادت "جون آفريك" بأن العلاقات الاقتصادية بين المغرب والمملكة المتحدة، فمن المؤكد أيضًا أن لندن ستتبع خطى حليفتها عبر الأطلسي، وستقرر لصالح الرباط بشأن قضية الصحراء." تضيف جون أفريك: " أما بالنسبة للعلاقات المغربية الفرنسية، فهي لم تعد على الإطلاق كما كانت. وخسرت فرنسا لصالح إسبانيا مكانة الشريك التجاري الرئيسي لمملكة الشريف، والتي استفادت منها منذ استقلال البلاد.". - Advertisement - وحسب المجلة الفرنسية فإن هناك مؤشرات تفيد بأن المغرب ينفصل بالفعل عن العالم الفرنكفوني، رغم أنه يضم أكبر عدد من المدارس الثانوية والمؤسسات الفرنسية في منطقة المغرب العربي، وأن ما يزيد من حتمية الانفصال أنه من المقرر أن يتم تعميم تدريس اللغة الإنجليزية عند الالتحاق بالكلية في عام 2025″. وخلصت "جون آفريك" على أن المملكة المغربية البلد ذو السيادة، تعد الشريك الموثوق والبلد الوحيد المستقر والصلد في منطقة مهزوزة تعاني من أزمات متتالية، وبالتالي فإن المملكة اختارت نهجها، وهي تشق طريقها بثبات في عالم متعدد الأقطاب يجري ترتيب العلاقات فيها من جديد. رابط المقال: https://www.almaghreb24.com/n7gi