ساعات قليلة بعد إعلان الوزير السابق عبد القادر اعمارة استقالته من حزب العدالة والتنمية بسبب ما جاء في بلاغ الأمانة العامة من ربط زلزال الحوز بالمعاصي والذنوب، خرج القيادي ووزير التشغيل السابق محمد يتيم بتدوينة مطولة أكد فيها أن بلاغ الأمانة العامة "شارد " و "لا يمثله". وعبر يتيم عن أسفه لاستقالة اعمارة قائلا "أنا ضد الاستقالة، لكن البلاغ الصادر باسم الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية بلاغ غير موفق ..وشارد.. وغير مناسب من عدة زوايا". وتابع بأن "حزب العدالة والتنمية حزب سياسي وكان من المفروض أن يتناول الموضوع من زاوية سياسية واجتماعية بالأساس .. وأن يبتعد عن إثارة قضايا جدلية وكلامية .. والتذكير بالابتعاد عن المعاصي لما قد يرتبط بها من مفاسد اجتماعية أو لاحتمال أن تجلب سخط الرب يمكن أن يكون خطاب الواعظ والخطيب لكن دون أن يجزم بأن هذه الكارثة الطبيعية هي عقاب من الله لهؤلاء أو أولئك ..!!". وقال يتيم "لقد شوشت هذه النقطة على باقي المواقف في البلاغ المذكور ومن الطبيعي أن تتحول عند عدد من خصوم الحزب إلى زاوية المعالجة الوحيدة والنقطة يسلط عليها الضوء ..." وأضاف القيادي في البجيدي بأن البلاغ "ربط الزلزال بالذنوب والمعاصي ... ولا أحد يمكن أن يعلم ذلك إلا الله .. ما لم يرد في القرآن والسنة صراحة.ما يفيد أن طوفانا أو رياحا عاصفة أو خسفا كان عقوبة إلهية كما ورد في القرآن صراحة في عدد من الحالات"، ليردف، "نعم يمكن للفرد أن يتعظ بالكوارث الطبيعية على اعتبار أنها تذكر بالموت واقتراب الأجل .. و تنبه إلى الاجتهاد في الطاعات والابتعاد عن المعاصي ... وأن..نعتبر أن هذه الظواهر فيها تذكير بأن الأجل أقرب مما يتصور ... وأنه قد يأتي نتيجة كوارث طبيعية وليس بالموت العادي". - Advertisement - وأشار يتيم إلى أن بعض المناطق الجبلية والجنوبية هي معاقل لحفظة القرآن وبقاء الناس في الغالب على الفطرة والصلاح عموما وعلى القناعة بالقليل والكرم وغير تلك من الأخلاق التي تجد أصولها في الدين"، متسائلا "كيف يمكن أن نجزم أو حتى أن نحتمل بأن زلزال منطقة الحوز وتارودانت عقاب إلهي عن معاصي مقترفة. أو يمكن أن يكون كذلك .؟" وحمل يتيم مسؤولية البلاغ "الشارد" على حد وصفه لكافة أعضاء الأمانة العامة قبل أن يشير بشكل صريح لمسؤولية بنكيران في الحديث عن المعاصي والذنوب وربطها بالزلزال قائلا "يظهر أن البلاغ المذكور قد ضمن فقرات من الكلمة الافتتاحية التلقائية للأمين العام. في كلمته الافتتاحية التي تضمنت تلك الإشارات ..وكان من اللازم إعادة صياغتها بما يرفع اللبس الحاصل فيها .. خاصة أن المكتوب أدق في التعبير عن المقصود من المنطوق المرتجل". وقال يتيم "أعرف أن عددا من أعضاء الامانة العامة الحاليين لا يقبلون ما تم تضمينه في البلاغ، وأعرف من خلال الممارسات السابقة أن مسودة البلاغ الصادر عن الامانة العامة يتم تداولها بين أعضائها حتى يتم الوصول إلى صيغة مدققة لا مجال فيها للبي وغير قابلة التأويل... لكن أن يصل الأمر بأح .القيادات التاريخية في الحزب إلى الاستقالة فذلك يعني شعورا بأن تدبير الحزب قد وصل لدرجة تستدعي دق ناقوس الخطر .. ورغم ذلك أنا ضد فكرة الاستقالة وأرجو مراجعتها". - Advertisement - وفي إقرار بأن مؤسسة الأمانة العامة فقدت البوصلة قال يتيم "على أعضاء الأمانة العامة الحالية المسؤولية الكاملة في إعادة الاعتبار لمؤسسة الأمانة العامة و أن يمارسوا مسؤولياتهم كاملة فيما يصدر باسمها". واضاف قائلا "شخصيا أعتبر البلاغ الصادر باسم الامانة العامة غير موفق وخاصة الفقرات الملتبسة التي توحي بأن زلزال المغرب قد يكون بسبب المخالفات و المعاصي .. لأسباب تصورية حيث أننا لا يمكن أن ندخل في علم الله وفي ارادته، فالاعتبار بالكوارث من حيث أنها تدق ناقوس الخطر على نمو أجلنا، من مهام المرشدين والوعاظ وليس من مهام المسؤولين الحزبيين ومن ثم ليس من الملائم أن يتبنى رجل السياسة اخطابا وعظيا .. و إثارة قضايا كلامية خلافية". وختم يتيم بالقول "لا أجد نفسي في البلاغ الصادر عن الامانة العامة وخاصة التصميمات المرتبطة بالزلزال ... أعتبر أنه لا بمثلني "