أعلن المصرف الأوروبي إعادة بناء وتعمير مشاركته في عمليات تجديد أقدم مزرعة رياح في أفريقيا والمغرب. وسيمول المصرف الأوروبي عمليات تجديد محطة رياح الكدية البيضاء الواقعة في منطقة تاغرمت بالقرب من طنجة، وزيادة قدرتها الحالية من 50 ميغاواط إلى 100 ميغاواط، حسبما نشرت "إي إس آي أفريكا" (ESI Africa). وتُعد محطة الكدية البيضاء أقدم مزرعة رياح في أفريقيا، وأول منتج مستقبل للكهرباء المتجددة في المغرب. ومن المتوقع أن تسهم الكهرباء المتجددة من أقدم مزرعة رياح في أفريقيا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 300 ألف طن سنويًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. في بيان مشترك نُشر مؤخرًا، كشفت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) وشركة إي دي إف رينوبلز -إحدى الشركات التابعة لشركة إي دي إف الفرنسية- عن الإغلاق المالي، وبدء تجديد أقدم مزرعة رياح في أفريقيا. وستشمل عمليات التطوير تفكيك التوربينات القديمة في مزرعة الكدية البيضاء البالغ عددها 84، واستبدال جيل جديد من توربينات الرياح ذات الكفاءة العالية بها. وستتألف مزرعة الرياح من 20 توربينًا، وتصل قدرة إنتاج التوربين الواحد نحو 5 ميغاواط، وبذلك سيصل إجمالي الإنتاج 100 ميغاواط. وبالإضافة إلى زيادة القدرات، من المقرر إنشاء خطين عاليي الجهد للكهرباء على مسافة 10 كيلومترات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. ستصاحب عملية التطوير قروضٌ من المصارف الوطنية والعالمية، من بينها التجاري وفا بنك، والمصرف الشعبي المركزي، ومصرف أفريقيا، وسوسيتيه جنرال، والمصرف الأوروبي لإعادة البناء والتعمير. وسيقدم المصرف الأوروبي لإعادة البناء والتعمير قرضًا ضخمًا بقيمة 44 مليون يورو (44.7 مليون دولار) لشركة الكدية البيضاء إنرجي، وهي كيان خاص مملوك للوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) وشركة إي دي إف رينوبلز، وهو جزء من حزمة ديون ضخمة مقدمة بالاشتراك مع البنوك السابقة. كما سيقدم المصرف الأوروبي قرضًا بقيمة 52 مليون درهم (5.11 مليون دولار أميركي)، في حين سيقدم صندوق تكنولوجيا المناخ قرضًا بقيمة 4.5 مليون يورو إلى الوكالة المغربية للطاقة المستدامة لتمويل حصتها في مشروع زيادة قدرات أقدم مزرعة رياح في أفريقيا. وفي هذا الشأن، قالت العضوة المنتدبة لمجموعة البنية التحتية المستدامة بالمصرف الأوروبي لإعادة البناء والتعمير، نانديتا بارشاد، إن المشروع يخلق فرصًا على المدى الطويل أمام مصادر الطاقة المتجددة لتأدية دور مهم في إزالة الكربون وزيادة القدرات التنافسية للاقتصاد المغربي. وتابعت: "يسعدنا في المصرف الأوروبي لإعادة البناء والتعمير أن نسهم بقوة في توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة بالمغرب، بالاشتراك مع الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، والمكتب الوطني للكهرباء ومياه الشرب، وجميع المساهمين الآخرين". وبُنيت المحطة في عام 2000 على يد المكتب الوطني للكهرباء ومياه الشرب، وتُعد أقدم مزرعة رياح في أفريقيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. ووفقًا للتقارير، سيتولى مصنع سيمنس جاميسا بطنجة مسؤولية تصنيع الشفرات، ومن المقرر بدء تشغيل المحطة في الربع الثاني من عام 2024. وفور الانتهاء من عمليات التطوير، ستكون مزرعة الرياح قادرة على تلبية احتياجات نحو 420 ألف نسمة من الكهرباء، والحد من الانبعاثات بما يعادل 308 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وتخطط الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) زيادة قدرات مزرعة الرياح إلى 200 ميغاواط. وتحتل مزارع الرياح مكانة مهمة في خطط الطاقة المتجددة الطموحة بالمغرب، التي تحظى بإشادة واسعة في جميع أنحاء العالم، إذ تستهدف البلاد رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 52% في مزيج الكهرباء الوطني بحلول عام 2030.