استقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس من منصبه كرئيس تنفيذي لحزب المحافظين بعد ثلاث سنوات مضطربة في خرجت خلالها بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعانت من جائحة كوفيد وفضائح متزايدة. وأعلن جونسون البالغ من العمر 58 عامًا، أنه سيتنحى بعد سلسلة من الاستقالات هذا الأسبوع من فريقه الحكومي احتجاجًا على قيادته، لكنه سيبقى في منصب رئيس الوزراء حتى انتخاب بديل له. يأتي ذلك بينما أعلن أكثر من خمسين من أعضاء الحكومة بينهم خمسة وزراء استقالتهم منذ الثلاثاء، في تحرك جماعي غير مسبوق في التاريخ السياسي البريطاني فيما يتصاعد الغضب منذ أشهر بسبب فضيحة الحفلات في داونينغ ستريت أثناء الحجر الصحي. أذنت استقالة وزير المالية ريشي سوناك ووزير الصحة ساجد جاويد مساء الثلاثاء بقرب سقوط جونسون بعد فضيحة جنسية جديدة تتعلق بالنائب المسؤول عن انضباط النواب المحافظين الذي عينه في فبراير رغم توجيه تهم له في السابق. لكن يبدو أن رحيل وزيرة التعليم ميشيل دونيلان الخميس ودعوة وزير المالية الجديد ناظم الزهاوي له إلى الاستقالة – وكلاهما عينا قبل يومين فقط – هو ما رجح كفة الميزان. بدأ تسارع الأحداث الخميس باستقالة وزير إيرلندا الشمالية براندون لويس الذي قال إن جونسون "تجاوز نقطة اللاعودة". و حتى وقت متأخر من مساء الأربعاء تحدى جونسون دعوات أنصاره وزملائه في مجلس الوزراء للتنحي عن طريق إقالة الوزير مايكل غوف حليفه السابق. وذكرت تقارير أن وزير الدولة للاسكان كان أول من قال له إن عليه أن يستقيل من أجل مصلحة حزب المحافظين والبلد. وقال مصدر مقرب من جونسون لهيئة بي بي سي إن غوف كان "ثعبانًا". وذكرت صحيفة "ذا صن" إن جونسون قال لوزرائه إنه سيتعين عليهم "غمس أيديهم في الدماء" لإزاحته عن منصبه. وقال ويل والدن، مدير الاتصالات لدى جونسون عندما كان رئيس بلدية لندن، إن رئيس الوزراء "لا يتغير ولن يتغير". وكتب في صحيفة "ذا تايمز" إنه "لا يعبر عن أسف. ولن يفعل. ولا يقدم استقالته. على الأقل طالما بإمكانه الا يفعل". لكن يبدو أن أحداث الخميس جعلت الأمور تخرج من يده.