وقع المغرب وإسرائيل الأربعاء مذكرة تفاهم في مجال التعاون الفضائي في مؤشر إضافي يؤكد عزم الجانبين على تعزيز التنسيق المتبادل. ومثل الرباط وزير الصناعة رياض مزور فيما مثل تل أبيب رئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية عمير بيرتس. وتنص المذكرة التي أطلق عليها "الشراكة الاستراتيجية" على استحداث مركز للبحث والتطوير، فيما أكدت وسائل إعلام محلية أنها لم تشمل أي مكون عسكري. قام وزير الصناعة المغربي رياض مزور ورئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية عمير بيرتس الأربعاء، بالتوقيع على مذكرة تفاهم في مجال التعاون الفضائي، في مؤشر إضافي يدل على التنسيق المتزايد بين البلدين. وجاء في بيان لبيرتس المولود في المغرب والذي سبق أن تولى وزارة الدفاع الإسرائيلية أن توقيع مذكرة التفاهم يشكل "خطوة إضافية على صعيد إيجاد شراكة جديدة بين شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية وقطاع الطيران والصناعات الفضائية في المغرب". وقال رياض مزّور في هذا الشأن "بأن الشراكة التي نُوطّد اليوم أُسسَها هي استراتيجية بالنسبة لكلا البلدين. وهي تفتح سبل تعاون صناعي مربح للطرفين في مجال صناعة الطيران. وتستفيد هذه الشراكة، في آن واحد، من الخبرة الواسعة التي راكمتها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية في قطاع الطيران ومن القدرات التكنولوجية لمنصة الطيران المغربية ومكانتها كوسيط تنموي لتطوير الاستثمار في تخصصات صناعية متقدمة وخدمات الطيران. وأكد في هذا الصدد أيضا أن هذا الاتفاق يستجيب للأولويات الوطنية الرامية بالخصوص إلى تحفيز التكوين المتقدم وإحداث مناصب الشغل، وتطوير التصنيع المحلي، علاوة على البحث والتطوير والابتكار. ومن جهته قال عمير بيرتز إن" بروتوكول الاتفاق الذي نوقعه اليوم يشكل خطوة إضافية على درب تأسيس شراكة جديدة بين شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية وصناعات الطيران والفضاء بالمغرب. وإني على علم تام بالإمكانات المذهلة التي يتوفر عليها المغرب، وليس هذا إلا البداية. وسنتمكن سويّاً، من إحداث فرق مشتركة ستحوِّل رؤيتنا إلى أرض الواقع. واليوم، تغمرني السعادة لأن بلدي إسرائيل يقترب من البلد الذي ولدت فيه، وهو المغرب. وإني لأفخر بكون البلدين اللذيْن يشكلان هويتي يتقدمان معاً بخطى حثيثة نحو مستقبل أفضل. وانسجاما مع قيمنا المشتركة، ستستمر الصداقة بين بلدينا مسيرة نموها بقدر ما سنغتنم المزيد من أشكال التعاون والفرص". وقال بوعز ليفي Boaz Levy بأن "اتفاق التعاون الموقع بين شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية والمغرب هو تجسيد آخر للشراكة الراسخة الجذور بين البلدين، ومن شأنه الإسهام في تشجيع مشاريع مشتركة وتجارية في مجال صناعة الطيران. وفي إطار استراتيجيتها، تقوم شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية بتوسيع نطاق أنشطتها ليشمل أسواق جديدة. وهي تُقدم حلولا تكنولوجية متقدمة لزبنائها في مختلف أنحاء المعمور. ونُعرب عن غبطتنا التامة لتوقيع هذا الاتفاق، ونعتقد جازمين بأن الأمر يتعلق بشراكة ستُسفر عن تطوير مشاريع مشتركة جديدة وستساهم في تقدُّم صناعة الطيران العالمية". وفي إطار هذه الشراكة، حدد المغرب وشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية فرصا استثمارية تهم أساسا الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتصنيع التصميمات الداخلية لمقصورات الطائرات وأجزاء المحركات وهياكل الطائرات، فضلا عن إحداث مركز للبحث والتطوير والهندسة وتطوير نسيج من الموردين المحليين من خلال إبرام شراكات التزوُّد مع شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية. وزار وفد شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، يوم الثلاثاء 22 مارس، قطب الطيران بالنواصر للوقوف على منجزات صناعة الطيران المغربية والتعرف على ارتقاءها النوعي على مستوى الكفاءات، وإمكانات ومؤهلات الاستثمار بالمغرب في هذا القطاع، فضلا عن القدرة على التنمية المحلية في مجال صيانة وتحويل الطائرات. وخلال هذه الزيارة، زار الوفد الإسرائيلي أيضا معهد مهن الطيران حيث عاين عن قرب كفاءة وتقنية المواهب المغربية.