توج المنتخب الجزائري بلقب بطولة كأس العرب لكرة القدم، بعد فوزه على نظيره التونسي 2-صفر في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب البيت الذي سيستضيف افتتاح كأس العالم 2022 في قطر. وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، لتمتد المباراة إلى شوطين إضافيين، سجل فيها البديل أمير سعيود، الهدف الأول للجزائر بتسديدة صاروخية في الدقيقة 99. وأضاف ياسين براهيمي الهدف الثاني في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للشوط الإضافي الثاني. شوط أول مثير بين الجزائروتونس سيطر المنتخب التونسي على المباراة منذ بدايتها وانحصر اللعب في نصف ملعب الجزائر طوال ربع ساعة، وأنقذت العارضة هدفا محققا من ضربة رأس متقنة من المدافع التونسي بلال العيفة في الدقيقة 14. ولم تمر سوى 5 دقائق حتى أنقذ رايس مبولحي هجمة تونسية خطيرة أخرى من مجهود فردي من نعيم سليتي، أنهاها بتصويبة رائعة حولها مبولحي ببراعة إلى ركنية. ورد الخضر بهجمة أخطر قادها بغداد بونجاح من الجهة اليسرى ومرر عرضية أرضية إلى الطيب المزياني، الذي أهدرها بغرابة على بعد قريب من المرمى التونسي. وشهدت الدقيقة 32 هجمة جزائرية خطيرة أخرى قادها يوسف بلايلي من الجهة اليسرى ومرر عرضية أحدثت ارتباكا في الدفاع التونسي الذي أبعد الكرة بصعوبة لتصل إلى بونجاح الذي سدد الكرة لتصطدم بقدم أحد المدافعين وتخرج ركنية. ومع اقتراب الشوط الأول على نهايته أشعل النجم التونسي يوسف المساكني فتيل اشتباكات بين اللاعبين بتدخل متهور على قدم منافسه، أنهاه الحكم في الدقيقة 40 بمنح 3 إنذارات، للمساكنى وسيف الدين الجزيري من تونس إضافة إلى بونجاح. وعاد المساكني للواجهة مجددا في الوقت بدل الضائع لكن بتصويبة قوية مرت بجوار القائم الأيمن لمرمى مبولحي. الجزائر يسيطر على الشوط الثاني وعلى عكس الشوط الأول، سيطر المنتخب الجزائري على بداية الشوط الثاني وكاد يحصل على ضربة جزاء في الدقيقة 52 من كرة عرضية مررها بلايلي من الجهة اليسرى اصطدمت بذراع الدافع التونسي لكن الحكم لم يحتسبها بعد مشاورات طويلة مع حكم الفيديو المساعد (فار). والحقيقة أن لمسة اليد كانت موجودة ومتعمدة من المدافع ولكن ارتكب بلايلي قبلها مخالفة المسك للمرور من المدافع وذلك قد يكون السبب في عدم احتساب ضربة جزاء، ولكن كان يجب على الحكم احتساب مخالفة ضد بلايلي إذا كان هذا التخمين صحيحا. وبعد ركود طويل، استعادت تونس خطورتها في الدقيقة 81 من اختراف في العمق الدفاعي لنعيم سليتي، الذي كانت أمامه فرصة للتسجيل لولا التصد الرائع للكرة في مهدها من المدافع الجزائري إلياس شتى. ووسط السيطرة الجزائرية على الدقائق الأخيرة استغلت تونس الاندفاع الهجومي للخضر وشنت هجمة مرتدة مباغتة أنهاها سيف الدين الجزيري -هداف البطولة ب 4 أهداف- بتسديدة غير دقيقة ضلت طريقها إلى المرمى المواجه له. وبينما استسلم الفريقان للتعادل ولعب وقت إضافي على شوطين، حصل الخضر على فرصة أخيرة من انطلاقة لبونجاح من الجهة اليسرى لكن بلايلي الذي وضح عليه الإرهاق أنهى الهجمة بتصويبة غير قوية أمسكها الحارس التونسي معز حسن بسهولة. ووضح الإرهاق على لاعبي المنتخبين في الشوط الإضافي الأول لكن البديل أمير سعيود، الذي شارك في الدقيقة 66 بديلا عن المزياني فاجأ الجميع بتصويبة صاروخية سكنت شباك تونس في الدقيقة 99. اندفع نسور قرطاج هجوميا على أمل تعويض التأخر بهدف، وأسفر ذلك عن تسديدة عقوية لمحمد علي بن رمضان في الدقيقة 115 لكن مبولحي تصدى لها. استغل نسور قرطاج تراجع الخضر للدفاع عن هدف التقدم وشنوا بعض الهجمات وسط استبسال دفاعي جزائري، كان أخطرها تسديدة فراس بالعربي الصاروخية التي مرت بجوار القائم الأيسر لمبولحي في الدقيقة 11. واحتسب الحكم 3 دقائق كوقت بدل ضائع للشوط الإضافي الثاني، لكنه لعب 5 دقائق، وشهدت الدقيقة الخامسة اندفاع الحارس التونسي ليشارك مع زملائه في الركلة الركنية الأخيرة لهم، لكن الرياح جاءت بما لا يشتهي وارتدت الكرة لياسين براهيمي الذي تقدم بالكرة وحيدا في نصف ملعب تونس ليسجل الهدف الثاني ويحسم اللقب للجزائر المتوجة بالنسخة الأخيرة من بطولة أفريقيا.