واصل المنتخب الجزائري تقدمه بثبات في نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة في مصر، وبلغ الدور ربع النهائي بفوزه على نظيره الغيني 3-صفر الأحد، محققا انتصاره الثاني تواليا بهذه النتيجة في بطولة يبرز خلالها كصاحب الأداء الأفضل. وتفادى المنتخب الجزائري الفخ الذي سقط فيه منتخبا المغرب ومصر في الدور ثمن النهائي. فالمنتخبات العربية الثلاثة كانت الوحيدة التي أنهت الدور الأول بالعلامة الكاملة (9 نقاط من ثلاث مباريات)، وحافظت على نظافة شباكها. على رغم ذلك، كان المغرب أول المرشحين الذين يودعون البطولة، بسقوطه الجمعة أمام بنين بركلات الترجيح 4-1 (بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي)، بينما كانت مصر المفاجأة الثانية بسقوطها السبت أمام جنوب إفريقيا (صفر-1)، في يوم شهد أيضا فقدان الكاميرون للقب 2017 الذي تحمله، بخسارتها أمام نيجيريا 2-3. وبثلاثية يوسف بلايلي (24) والقائد رياض محرز (57) والبديل آدم وناس (82)، واصلت الجزائر بقيادة المدرب جمال بلماضي تقديم أداء لا يعتريه أي خطأ تقريبا، مازجة بين الصلابة الدفاعية المعززة بحارس المرمى المخضرم رايس مبلوحي، والاستحواذ في خط الوسط، والسرعة والمهارة في التمريرات نحو الهجوم، والقدرات الفردية على هز الشباك. في المقابل، حاولت غينيا بقيادة المدرب البلجيكي بول بوت، تشكيل خطر على المرمى الجزائري دون نجاعة، لاسيما وأنها خاضت مباراتها الثانية بغياب نجم ليفربول الإنكليزي نابي كيتا الذي أبعدته الإصابة عن البطولة. وتلتقي الجزائر التي تغلبت على تنزانيا بثلاثية في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، في ربع النهائي الفائز من ساحل العاج ومالي الإثنين. وعلى ملعب 30 يونيو (الدفاع الجوي) في القاهرة، جاء الشوط الأول جزائريا بالكامل، رغم استحواذ غيني بلغ 53 بالمئة لكن دون أي محاولة بين الخشبات، بينما تمكن لاعبو "الخضر" من تحويل إحدى محاولاتهم الثلاث بين الخشبات لهدف. وحاول المنتخب الجزائري من خارج المنطقة، مثل ركلة حرة بعيدة لعدلان قديورة لم تصب المرمى (7)، أو من داخلها مثل تسديدة بغداد بونجاح الى جانب القائم الأيمن (10). واقترب بونجاح من هز الشباك بتلقيه كرة عرضية متقنة رفعها قديورة داخل المنطقة، فروّضها على صدره ببراعة من مسافةق ريبة لكنه سددها فوق المرمى دون رقابة تذكر. وواصلت الجزائر الضغط وهددت مرمى الغيني إبراهيم كوني مجددا عبر كرة "مقصية" من رامي بنسبعيني تدخل الحارس وأبعدها بنجاح (20). لكن الحظ لم يحالف كوني بعد ثلاث دقائق، عندما فشل للتصدي لتسديدة بلايلي من على الجهة اليمنى لمنطقة الجزاء، والتي سددها مهاجم الترجي التونسي بعد تبادل للكرة مع بونجاح، مخترقا به الزاوية اليسرى للحارس الغيني، ومانحا منتخب بلاده الهدف الأول في المباراة. وبدا المنتخب الغيني يتحرك بشكل أفضل في الشوط الثاني، وهدد مرمى رايس مبولحي بتسديدة قوية من مادي كامارا أبعدها الحارس (54). لكن محرز المتوج هذا الموسم بلقبه الثاني في الدوري الإنكليزي الممتاز (مع مانشستر سيتي، بعد لقب أول مع ليستر سيتي في 2016 أتاح له نيل جائزة أفضل لاعب إفريقي)، قدم لمحة رائعة سمح من خلالها لفريقه بتسجيل هدف الاطمئنان، اذ تلقى عرضية من اسماعيل بن ناصر من على الجهة اليسرى، فروضها بقدمه اليسرى بحركة سمحت له في الوقت ذاته تخطي المدافع إيسياغا سيلا، قبل أن يودع الكرة قوية بيسراه في مرمى كوني (57). وكاد محرز يضيف هدفه الثاني بعد تمريرة من بونجاح داخل المنطقة، حولها نحو المرمى فاصطدمت بساقي كوني قبل احتوائها (66). لكن الهدف الجزائري الثالث أتى عن طريق وناس بعد ست دقائق من نزوله بدلا من بلايلي اثر هجمة سريعة مرر خلالها محرز الكرة على الجهة اليمنى للظهير السريع يوسف عطال الذي حولها أرضية بعرض الملعب الى لاعب نابولي الإيطالي المتقدم من الخلف، فلم يجد صعوبة في تحويلها الى داخل الشباك (82).