بعد الحرائق التي شهدتها الجزائر، انتقلت ألسنة النيران إلى تونس، التي تعاني هي الأخرى من اجتياح الحرائق في مناطق جبلية متفرقة في شمال وغرب ووسط البلاد. وقدرت مصالح إدارة الغابات والدفاع المدني في تونس مساحات الغابات التي التهمتها النيران في محافظة جندوبة بأكثر من ألف وخمس مائة هكتار. وقامت وحدات الحماية المدنية والهلال الأحمر التونسي بإجلاء عشرات الأسر في مناطق فرنانة والفوازعية وعيد الدبة، حيث أتت النيران على عديد المنازل وأهلكت قطعانا من الماشية. من جانبه، اتهم الرئيس التونسي، قيس سعيد، أطرافا لم يسمها بافتعال الحرائق، قائلا: القوات المسلحة سوف تتصدى لهم وتحاسبهم. وكان الدفاع المدني التونسي، قد أفاد الخميس أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى اندلاع حوالي ثلاثين حريقا في مناطق جبلية متفرقة في شمال وغرب ووسط تونس حيث تم إجلاء العديد من العائلات. واندلع منذ الاثنين 28 حريقا ولا يزال 8 منها مشتعلا في مناطق جبلية من محافظة جندوبة، في شمال غرب البلاد. وقال الناطق باسم الدفاع المدني، معز تريعة، لوكالة "فرانس برس" الخميس إن "بعض جيوب النيران نشطة ولكن غالبية الحرائق تحت السيطرة". وتم إجلاء 19 عائلة من منطقة "جبل السرج" في محافظة القيروان في الوسط وتسع أخرى في منطقة فرنانة في حسب تريعة. ولم تعرف بعد أسباب الحرائق التي تتزامن وموجة حر تمر على البلاد التي سجلت أرقاما قياسية الثلاثاء والأربعاء في مناطق في الشمال والوسط، حسب المرصد الوطني للرصد الجوي. وسجلت محافظة القيروان الأربعاء رقما قياسيا في درجات الحرارة وصل إلى 50.3 درجة مئوية. وفي اليوم نفسه، ذكر المعهد الوطني للرصد الجوي أن العاصمة التونسية سجلت درجة حرارة قياسية بلغت 49 درجة مئوية. وأدى ارتفاع درجات الحرارة في بعض مناطق تونس إلى انقطاع الكهرباء مع بقاء الناس في منازلهم وتشغيلهم مكيفات الهواء، ما زاد الضغط على شبكة الكهرباء. وقال المعهد إن أعلى درجة حرارة مسجلة قبل ذلك بلغت 46.8 درجة مئوية عام 1982.