تطورت العلاقات المغربية الإسرائيلية بشكل جيد خلال الأشهر الأخيرة، خصوصا بعد مرور 19 سنة على إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي منذ سنوات. وتجسد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب، إحدى أبرز معالم هذا التطور، خصوصا مع حديثه خلال ختام الزيارة، عن قرار رفع مستوى العلاقات مع المغرب من مكتبي اتصال إلى سفارتين في غضون شهرين. وفي العاشر من ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب عن استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية. وفي الثاني والعشرين من الشهر ذاته، زار وفد أميركي وإسرائيلي رفيع المستوى العاصمة المغربية الرباط، بقيادة مستشار الرئيس الأميركي السابق جاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق مائير بن شباط، حيث توجت هذه الزيارة بتوقيع الإعلان الثلاثي، كما جرى توقيع أربع اتفاقيات بين الرباط وتل أبيب، في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة والابتكار. وبعد أسبوع من توقيع هذا الإعلان أي في الثامن والعشرين من ديسمبر، شرع وزير الصناعة المغربي مولاي حفيظ العلمي ونظيره الإسرائيلي السابق عمير بيريز، في محادثات عن تطوير التعاون الصناعي بين البلدين في مجالات الصناعات الغذائية والبحث العلمي والتكنولوجيا والنسيج. وتلت هذه المباحثات عدة لقاءات أجراها المسؤولون المغاربة مع نظرائهم الإسرائيليين على مدى الأشهر القليلة الماضية، بغية تطوير العلاقات بين البلدين في مجالات عدة شملت الرياضة والثقافة والتعليم. بعدما أقر مجلس الوزراء الإسرائيلي اتفاق إقامة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفير ديفيد غوفرين وصل في السادس والعشرين من يناير الماضي إلى الرباط لمباشرة مهامه كرئيس للبعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في المغرب. وفي التاسع من فبراير الماضي، أعلن عن وصول رئيس مكتب الاتصال المغربي في إسرائيل عبد الرحيم بيود إلى تل أبيب، من أجل الشروع في مهامه. وقد جرى التوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجية بين رجال الأعمال المغاربة والإسرائليين العاملين بالقطاع الخاص، في الثاني والعشرين من مارس الماضي، تهدف إلى "تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وتطوير المجال التكنولوجي بين المغرب وإسرائيل". ووقع هذه الاتفاقية كل من رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، من جهة، ورون تومر، رئيس هيئة المشغلين وأرباب الأعمال الإسرائيلية، وجمعية مصنعي إسرائيل، وكذا يوريل لين، رئيس اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية من جهة أخرى. وكذلك وقعت الرباط وتل أبيب في الخامس عشر من يونيو الماضي، أول اتفاقية تعاون في مجال الأمن الإلكتروني بين البلدين، حيث تقضي بإقامة تعاون في البحث والتطوير وتبادل المعلومات في مجال الأمن السيبراني. وفي الخامس والعشرين من يوليو الماضي، سيّرت شركتا الطيران الإسرائيليتان "يسرائير" و"إل عال" أولى رحلاتهما الجوية المباشرة بين الدولة العبرية والمغرب منذ إعلان اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأعلنت شركة الطيران "إل عال" تدشين رحلاتها المباشرة إلى مراكش والتخطيط لتسيير خمس رحلات أسبوعية تشمل الدارالبيضاء أيضا.