توجس مصادر قريبة من دوائر صنع القرار في الرباط من تداعيات خطيرة للأزمة الحالية بين المغرب و إسبانيا على العلاقات الثنائية والشراكة مع دول الاتحاد الأوربي، بعد دخول المدعو إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية إلى إسبانيا بهوية مزورة. ومن غير المستبعد في رأي مراقبين إذا لم تنجح الاتصالات المكثفة الجارية حاليا في احتواء الأزمة أن يعلن المغرب عن إجراءات قد تشمل وقف التنسيق الأمني والاستخباراتي مع إسبانيا والتعاون في مواجهة الهجرة غير النظامية والحرب على الإرهاب. وتوقعت مصادر مغربية أن تذهب الرباط إلى ما هو أبعد من ذلك وإعلان تجميد العلاقات، وهو ما سيكون له تأثيرات سلبية على الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وحذرت سفيرة المغرب في إسبانيا كريمة بن يعيش من أن الأزمة الدبلوماسية بين البلدين ستتفاقم إذا لجأت السلطات الإسبانية "إلى إخراج المدعو إبراهيم غالي (زعيم جبهة البوليساريو) من البلاد بنفس الطريقة التي تم إدخاله إليها". ودعت ضمنيا مدريد التي غادرتها قبل أيام على عجل بعد استدعائها للتشاور في الرباط إلى تحمل مسؤولية اختيار "ركود العلاقات" المرشحة للمزيد من التدهور، حسب مراقبين. وقالت بن يعيش في تصريحات إلى وكالة الأنباء الإسبانية، إن الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين مدريدوالرباط على خلفية استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي "بشكل سري وبهوية منتحلة تعد اختبارا لقياس مدى موثوقية وصدق الخطاب السائد منذ سنوات بشأن حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك اختبار للقضاء الإسباني الذي نثق به". وكان مسؤول أمني مغربي رفيع حذر قبل أيام من أن مدريد "ستخسر من مراجعة التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين". وقال محمد الدخيسي المدير المركزي للشرطة القضائية ورئيس مكتب "الأنتربول" بالمغرب، إن "ألمانيا و إسبانيا ستتضرران من تعليق المغرب لتعاونه الأمني معهما، لأن مستوى الأجهزة الأمنية المغربية معترف به على الصعيد العالمي بفضل مهنية وحرفية وصدق وكفاءة هذه الأجهزة".