طور العلماء روبوتا صغيرا يشبه الدودة لعلاج مرضى السكتة الدماغية عن طريق إزالة انسداد الأوعية الدموية وتوصيل الأدوية مباشرة إلى الدماغ. ويتم توجيه الروبوت الذي يبلغ عرضه 0.5 ملم، عبر الجسم باستخدام الحقول المغناطيسية التي يمكن التحكم فيها بالكمبيوتر من خارج الغرفة. وعلى الرغم من أنه لم يتم اختباره على مريض بشري، إلا أن المهندسين تمكنوا من إثبات قدرته على أداء وظائفه في مسار يتضمن عقبة مصغرة داخل نموذج بالحجم الطبيعي للمخ. ويأمل العلماء أن يتم استخدامه يوما ما لعلاج أولئك الذين يعانون من نزيف أو انسداد في الدماغ يهدد حياتهم، وتسريع العلاج لإنقاذ العمليات الحيوية. وطور العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن روبوتا يبلغ طوله بضع سنتيمترات، وهو مصنوع من مزيج مرن من النيكل والتيتانيوم ومغطى بهيدروجيل تشحيم يساعده على الانزلاق عبر أنابيب ضيقة دون إتلاف الأنسجة. وقال المطورون، بمن فيهم البروفيسور شوانهي تشاو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنه يمكن حقن الأسلاك (الروبوت الشبيه بالدودة) في المرضى والتحكم فيها بمغناطيس أو حتى محركات داخلية خاصة. وصمم الفريق الروبوت ليتمكن من إيصال الأدوية مباشرة إلى الدماغ لمساعدته على التعافي في لحظات بعد نزيف دموي محتمل. ويمكن لهذا الجهاز أن يقلل من الوقت الذي يستغرقه الأطباء لإزالة الانسداد في المخ الناتج عن حدوث سكتة دماغية، ما يعزز فرص بقاء مرضى السكتة الدماغية على قيد الحياة. وقال الدكتور تشاو: “إذا كان من الممكن علاج السكتة الدماغية الحادة في غضون 90 دقيقة الأولى أو نحو ذلك ، فقد ترتفع معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة بشكل كبير”. وأضاف: “إذا استطعنا تصميم جهاز لعكس انسداد الأوعية الدموية خلال هذه الساعة الذهبية، فمن المحتمل أن نتجنب حدوث تلف دائم في الدماغ. هذا هو أملنا “. وتسبب جلطات الدم التي تمنع الدورة الدموية في المخ نحو 85% من جميع الإصابات بالسكتات الدماغية. ويؤدي انسداد إمدادات الدم في الدماغ إلى تجويعه من الأكسجين الذي يمكن أن يتسبب في موت أجزاء من الأنسجة وانهيار الأعصاب، ما يؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة بأجزاء أخرى من الجسم. ويمكن للسلك الذي يشبه الدودة أن يسهل على الجراحين إزالة هذه العوائق الضارة والتخلي عن الحاجة إلى استخدام الأسلاك التي يتم التحكم فيها يدويا في بعض الحالات.