تحتفل كثير من البلدان حول العالم باليوم العالمي للمرأة. وهو يوم مكرس للاعتراف بإنجازات المرأة في المجتمعات والمطالبة بتعزيز حضورها وترسيخ مبادئ المساواة بين الرجال والنساء. وم “المرأة العالمي” كان يسمى بالأصل “اليوم العالمي للمرأة العاملة” قبل أن تعتمده الأممالمتحدة رسميا في 8 مارس 1975. لكن كيف تطورت فكرة “اليوم العالمي للمرأة” وأصبح هذا اليوم موعدا عالميا مع الأنشطة التي تذكر بحقوق النساء في العالم وتطالب بمساواتهن مع النصف الآخر من المجتمع وتمكينهن. والفصل بالمعنى المجازي بين النساء ونون النسوة؟ من الصعب تحديد جذور يوم المرأة العالمي، لكن الثابت أن فكرته تزامنت مع أنشطة الحركات العمالية في مطلع القرن العشرين في أمريكا الشمالية وبعض مناطق القارة الأوربية. البدايات مع الأحزاب الشيوعية تقول بعض المصادر إن هذا الاحتفال بهذا اليوم جاء على إثر قيام مؤسسات رديفة للأحزاب الشيوعية بعقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945 . لكن أغلب المصادر تشير إلى ارتباط هذه اليوم مع بدايات حركة النساء العاملات في الولاياتالمتحدة عندما خرجت آلاف النساء عام 1856 إلى شوارع نيويورك للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل فيها. ورغم تعامل الشرطة بوحشية مع النساء المتظاهرات كررت عاملات النسيج النيويوركيات تظاهراتهن في 8 مارس عام 1908 وهن يحملن الخبز اليابس (الجاف) والورود في خطوة رمزية للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ورفع أجور النساء ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الانتخاب. حق النساء بالانتخاب والتصويت وكانت هذه المسيرة بداية تشكل حركة نسوية داخل الولاياتالمتحدة بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة في الحقوق، منها الحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب. في نفس الوقت كانت نساء القارة العجوز على نفس الموعد “النضالي” في حراكهن للتعبير عن مطالبهن بتحسين ظروف النساء وإزاحة الظلم عن كواهلهن، فقد تم تنظيم دولي للنساء في أب أغسطس من عام 1910 في كوبنهاغن شاركت فيه 100 امرأة من 17 دولة وذلك قبيل انطلاق المؤتمر الثاني للاشتراكية الدولية الذي كان على جدول أعماله مناقشة شؤون المرأة العاملة وبمبادرة من الناشطة الاشتراكية الألمانية كلارا زيتكين تمت الموافقة على مقترح الاحتفال باليوم العالمي للمرأة العاملة الذي اقتصر على كل من ألمانيا والدنمارك وسويسرا والنمسا في 19 مارس ابتداء من عام 1911. نساء ضد الحرب لاحقا في العام 1913 احتفلت النساء الروسيات بأول يوم للمرأة في إطار حركة السلام وكن في آخر يوم أحد من شهر فبراير، تظاهرن خلال ضد الحرب العالمية. وبدأت المرأة الروسية تحتفل باليوم العالمي للمرأة في أول يوم أحد من شهر فبراير منذ عام 1913. وفي عام 1917 اشتعلت الاحتجاجات النسوية في روسيا من أجل “الخبز والسلام” بسبب ظروف الحرب العالمية. وتغير تاريخ الاحتفال بيوم المرأة ليوافق تاريخ 8 مارس، عندما أقرت الحكومة المؤقتة حينها بحق المرأة الروسية بالتصويت. العام 1975 وخلال السنة الدولية للمرأة، عمدت الأممالمتحدة إلى الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في 8 مارس. ليصبح هذا التاريخ من كل عام يوما للمرأة معتمدا في الكثير من دول العالم.