أكدت آمنة ماء العينين، في حوار نشرته أسبوعية "الأيام" في عددها الجديد، أن حادثة الكشف عن صورها دون غطاء الرأس الذي ترتديه عادة في المحافل السياسية وغيرها، تسبب في انقسام كبير على المستوى الداخلي للحزب، بين فئتين، إحداهما عبرت عن تضامنها معها ودعمتها ضد ما اعتبرته استهدافا سياسيا وتدخلا في حياتها الخاصة، والفئة الأخرى رفضت ذلك السلوك واعتبرته خروجا عن "المرجعية". وقالت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية في ذات الحوار ، إن دلالة اللباس والمظهر تعرضت للتضخيم عبر مسار تطور فكر الحركات الإسلامية والتنظيمات المتفرعة عنها، حتى أصبح حدث مثل خلع الحجاب يبدو كأنه نهاية العالم، وصرحت ماء العينين بأن هذه الفئة من "المترددين" تقف في منطقة وسط بين الشماتة والتضامن، تم تسخيرهم لعزلها داخل الحزب والحد من حضورها. وعن تعامل "البيجيدي" بصفته المؤسساتية مع الواقعة، أوضحت ماء العينين أنها لم تطلب دعم الحزب، الذي لا يعد مسؤولا عن الاختيارات الفردية لأعضائه، لأن ذلك يحوله وفق تعبيرها إلى رقيب وإلى طائفة تختار الانغلاق على نفسها وتنفر من الآخرين باعتبارهم أقل شأناً. ويبدو أن حدة الانتقادات الموجهة إليها من طرف قيادة حزبها وعدد من أعضائه قد جعلها تدرك بأن بقاءها في صفوفه هي مسألة وقت ليس إلا، حيث قالت في هذا الصدد "لن أتردد في الخروج من البيجيدي إذا ظهر حزب ديموقراطي قوي ومنظم". وانتقدت ماء العينين منظورالجماعات والأحزاب ذات التوجه "الإسلامي" لمسألة الحجاب، مشيرة إلى أنها إحدى السمات الإيديولوجية التي يجب تجاوزها، فقد أصبحت حسب رأيها "نسبية"، غير أن الجماعات لا تستطيع مواجهة قواعدها التي ربحتها بناء على شعارات يصعب تغييرها مخافة أن يعتبر التغيير خيانة وتنصلا وانقلابا، أما من الناحية الشخصية، فإن ابنة الفقيه تقول إنها عاشت تحولات مختلفة منذ ارتدائها الحجاب، في فترة الدراسات الثانوية، فصارت لا تربط بين اللباس والقيم مؤكدة على أن لها "صديقات لا يرتدين الحجاب أجدهن أقرب إلى أخلاق الإسلام وقيمه الجميلة من بعض اللواتي يبالغن في تغطية الرأس والجسد ومعه العقل والقلب في بعض الأحيان". وأضافت ماء العينين أنها لا تعتبر الحجاب ركنا من أركان الإسلام، كما أكدت أنها متشبثة بحريتها ولا يمكن لأحد أن يملي عليها اختياراتها أو "يوريها شنو تدير" حسب تعبيرها.