قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس السبت، إن القطاع الزراعي في الاتحاد الأوروبي مهدد بانقسامات داخل التكتل ومنافسة من تكتلات تجارية أخرى، داعيا إلى ميزانية ضخمة للدفاع عن أهداف الاتحاد ذات الصلة بجودة الغذاء وحماية البيئة. ولاقت كلمة ماكرون التي ألقاها خلال معرض زراعي سنوي في باريس ترحابا شديدا، على عكس ما حدث قبل عام عندما استهجنها مزارعون غاضبون من ضعف أسعار المنتجات. وفرنسا أكبر منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي والمستفيد الرئيسي من السياسة الزراعية المشتركة، التي من المقرر إعادة التفاوض بشأنها هذا العام في الوقت الذي تتجه فيها بريطانيا إلى الخروج من عضوية الاتحاد. وقال ماكرون إن على الاتحاد الأوروبي أن يحافظ على ميزانية زراعية طموحة “لا تقل يورو واحد” عن الحالية بعد وضع أثر الانفصال البريطاني في الحسبان. أضاف أن “الزراعة الأوروبية… باتت اليوم مهددة” مشيرا إلى اعتماد الاتحاد الأوروبي على فول الصويا المستورد لتغذية الماشية وصعود نجم روسيا كمُصدّر كبير للحبوب. وقال “لا يوجد مزارع أو مستهلك يريد أن يخضع لإملاءات الدول غير الأوروبية”. والزراعة نقطة بارزة في المفاوضات التجارية، خاصة في مجالات مثل معايير سلامة الغذاء والتعديل الوراثي. وجدد ماكرون التأكيد على “الخط الأحمر” الفرنسي المتمثل في إبقاء المنتجات الزراعية بعيدة عن المباحثات التجارية مع الولاياتالمتحدة. وتريد المفوضية الأوروبية أيضا أن تجعل الزراعة بعيدة عن المباحثات بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، وهي مباحثات تشهد خلافا مع واشنطن التي تهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على السيارات الأوروبية. وقال ماكرون إن فرنسا تريد من الاتحاد الأوروبي أن يضغط من أجل تغييرات في قواعد الزراعة بمنظمة التجارة العالمية وتعديل معايير الغذاء في الدستور الغذائي للأمم المتحدة. وحث أوروبا على أن تميز نفسها كمنتج للغذاء العالي الجودة ودعا قطاع القمح الفرنسي الكبير إلى طرح أنواع مختلفة منه للتصدير. ومع مغادرة بريطانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، اقترحت المفوضية الأوروبية خفض ميزانية الزراعة خمسة بالمئة للفترة من عام 2021 إلى 2027 إلى 365 مليار يورو (414 مليار دولار).