تظاهر السبت مئات البريطانيين في شوارع لندن وهم يرتدون السترات الصفراء، في أكبر تظاهرة حتى الآن في بريطانيا تستنسخ موجة الاحتجاجات التي تهز فرنسا. وسار المتظاهرون الذين يعارضون برنامج التقشف الحكومي ويطالبون بانتخابات عامة في وسط لندن، قبل ان يتجمعوا في ساحة الطرف الأغر. وبدعوة من منظمي التظاهرة البريطانية شارك ناشطان فرنسيان من الفاعلين في الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا. وقال أحدهما اريك سيمون الذي يبلغ 61 عاما “نحن هنا للدعم”. وأضاف “أعتقد أن حركة السترات الصفراء في فرنسا هي نفسها كتلك التي تنمو الآن في بريطانيا (…) الناس سئموا الفقر والظلم وانعدام العدالة الاجتماعية والمالية”. بدأت حركة السترات الصفراء الاحتجاجية في فرنسا منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد زيادة الضريبة على الوقود، ثم تحولت الى تظاهرات عنيفة. وبدأت الحركة التي لا قائد لها تفتر مع نهاية عام 2018، ثم استعادت زخمها لاحقا مع مواجهات اسبوعية في باريس ومدن أخرى. وشهدت بريطانيا منذ تشرين الثاني/نوفمبر تظاهرات عدة صغيرة لداعمي بريكست ارتدى المشاركون فيها سترات صفراء، لكن ناشطين آخرين كانوا بطيئين في تبني الزي الرمزي والحركة. -“المملكة المتحدة تتهاوى”- وفي تحرك السبت الذي نظمته “جمعية الشعب” اليسارية، ضم نواب معارضون قواهم الى نقابات ومنظمات أخرى تعنى بقضايا الهجرة والعنصرية. وتحدث وزير المالية في حكومة الظل العمالية جون ماكدونال أمام الحشد في ساحة الطرف الأغر قائلا إن ثماني سنوات من التقشف في ظل حكم المحافظين “مزقت النسيج الاجتماعي” لبريطانيا. وأضاف “نحتاج الى انتخابات عامة الآن للمجيء بالشخص الأكثر عدلا واقامة مجتمع عادل لنا جميعا”. وقال ستيفان هامر وهو استاذ متقاعد يبلغ 59 عاما مرتديا سترة صفراء إن تظاهرات لندن كانت ستحدث على الأرجح بدون الحركة في فرنسا، “لكن الأخيرة ساعدت”. وأضاف “اعتقد اننا تحتاج الى تغيير حكومي بشكل عاجل”، متابعا “المملكة المتحدة تتهاوى، لا شيء يعمل على الاطلاق”. وقالت داليا هراتزي التي جاءت من كينت في جنوب شرق بريطانيا بسترة صفراء لفرانس برس إن على اليسار في بريطانيا أن “يستعيد” الزخم. وأضافت “انها حركة ضد قوانين التقشف”، مشيرة الى أن اليمينيين كانوا “انتهازيين” في تبنيها. وسارت ايضا في وسط لندن السبت تظاهرات منفصلة من عشرات من مناصري بريكست الذين ارتدوا سترات صفراء. وقبضت الشرطة على أحد المنظمين للاشتباه في ارتكابه مخالفة تتعلق بالنظام العام. ووفق تقارير فان هذا الحادث مرتبط بما جرى خارج البرلمان الإثنين عندما قامت مجموعة بانتقاد شخصيات مؤيدة للاتحاد الأوروبي، وهتف احدهم “نازية” بوجه النائبة آنا سوبري خلال مقابلة تلفزيونية مباشرة. وقبيل احتجاجات السبت، اتهم نيك لوليز رئيس منظمة “هوب نت هايت” لمكافحة العنصرية انصار اليمين المتطرف في بريطانيا ب”محاولة نسخ احتجاجات +السترات الصفراء+ الفرنسية من أجل إثارة المتاعب والمضايقة وتهديد معارضيهم والاعتداء عليهم”.