عبّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء الإثنين، عن رفضه لمهلة قال إن السعودية طلبتها للكشف عن تفاصيل مقتل الصحفي جمال خاشقجي، مشيرا الى أنها “طويلة جدًا”. وقال ترامب، في تصريحات للصحفيين من البيت الأبيض، إن المهلة التي طلبتها الرياض للكشف عن جميع ملابسات القضية، ومدتها شهر “طويلة جدا”. وأردف: “لايوجد سبب لذلك”، حسبما نقلت عنه شبكة “سي إن إن” الأمريكية. وأوضح ترامب أنه تحدث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول خاشقجي. وقال “لقد تحدثت مع ولي العهد.. لدينا أناس في السعودية، ونخبة من ضباط الاستخبارات في تركيا، سنرى ما لدينا، وسأطلع على الأمر إما الليلة أو غدا”. وفي تصريحاته، أعرب ترامب عن عدم رضاه عن التفسير السعودي لظروف مقتل خاشقجي. لكنه قال إنه لا يريد أن يخسر الاستثمارات السعودية في الولاياتالمتحدة، على حد تعبيره. من الجانب التركي ، قال متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن الموقف الذي حدده الرئيس رجب طيب أردوغان بخصوص مقتل خاشقجي واضح للغاية، مشددا أنه لن يبقى أي شيء مخفي حول هذه الواقعة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده قالن، الإثنين، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أكد فيه أن التحقيقات بشأن خاشقجي تعد “مسألة تتعلق بالكشف عن ملابسات جريمة نكراء”. وأضاف أن “مقتل الصحفي جمال خاشقجي ليست قضية بين بلاده والسعودية”. مؤكدا أن بلاده تتخذ الخطوات الضرورية لكشف ملابسات الحادث في إطار القانون الدولي والقوانين التركية. وأشار قالن إلى أن “الرئيس أردوغان تباحث خلال هذه الفترة هاتفيا مرتين، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أكدا خلالهما على أهمية الكشف عن الملابسات وعدم جعلها قضية بين البلدين”. وأضاف أنه عقب إبداء هذه الإرادة من قبل البلدين، فإن الكشف عن المسؤولين عن مقتل خاشقجي ومعاقبتهم يشكل أهمية كبيرة. وشدد قالن أن السعودية بلد شقيق وصديق لتركيا، ولديهما العديد من القواسم المشتركة، مؤكدا أن أنقرة لا تريد الإضرار بعلاقاتها مع الرياض. وأوضح أنه السلطات السعودية تتحمل مسؤولية كبيرة في الكشف عن ملابسات مقتل خاشقجي. واستدرك قائلا إن التحقيق الذي تجريه نيابة إسطنبول يتمتع بأهمية كبيرة أيضا. من جانبه قال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة السابق، اليوم الإثنين، إنه من غير الممكن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يكن على علم بقتل الصحفي جمال خاشقجي. جاء ذلك في تغريدة نشرها ديمبسي عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. وقال ديمبسي في التغريدة: “احترم وزير الخارجية(السعودي) عادل الجبير. لكن ليس من الممكن على الإطلاق أن محمد بن سلمان لم يكن على علم بمقتل خاشقجي”. وأضاف أنه يجب أن “تتغلب القيم على المصالح الاقتصادية الآنية”. وكان عادل الجبير، نفى في تصريحات لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، أمس، أن يكون يكون محمد بن سلمان على علم بحادثة مقتل خاشقجي. هذا و عثرت الشرطة التركية على سيارة تحمل لوحة دبلوماسية عائدة للقنصلية السعودية في مرآب للسيارات بحي سلطان غازي بإسطنبول. جاء ذلك في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة التركية، في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده باسطنبول. ووجدت فرق الأمن التي تواصل تحرياتها، الإثنين، سيارة تحمل اللوحة الدبلوماسية ذات الرقم ” 34CC 1736 ” تعود للقنصلية السعودية، مركونة في مرآب للسيارات، بحي سلطان غازي في الشطر الأوروبي من اسطنبول. وفرضت الشرطة طوقا أمنيا حول المرآب وحظرت عمليات الدخول والخروج. وذكر وسائل إعلام تركية نقلا عن مصادر مطلعة، أن فرق مديرية أمن اسطنبول، طلبت إذنا من القنصلية والنيابة لفحص السيارة المذكورة. وأضافت ذات المصادر أن فرق الشرطة تدقق في مشاهد كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، لتحديد هوية من ترك السيارة، وتوقيت ذلك. وسارع العديد من مراسلي وسائل الاعلام، لتغطية التطورات عند المرآب، فور انتشار خبر العثور على السيارة. من جهة أخرى ، تم الكشف عن فضائح بالجملة و وقائع خطيرة، تؤكد تورط بن سلمان في قضية مقتل خاشقجي، قبل مفاجأة أردوغان المتوقعة غذا الثلاثاء . فقد أكد مسؤول تركي رفيع مساء اليوم أن عملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول "تم التخطيط لها بوحشية"، مضيفا أن "جهودا كثيفة" تم بذلها لإخفائها. وقال عمر جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا خلال مؤتمر صحافي في أنقرة "نحن أمام وضع تم التخطيط له بوحشية وتم بذل جهود كثيفة لإخفاء" عملية القتل. من جهتها، نشرت وسائل الإعلام التركية الإثنين معلومات جديدة حول تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، وذلك قبل قيام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بكشف "الحقيقة كاملة" عن القضية، بحسب ما أعلن الاحد. وقال أردوغان الأحد إنه سيقدم تفاصيل جديدة في خطاب يلقيه الثلاثاء عن اختفاء خاشقجي، الذي قتل بعد دخوله قنصلية بلاده في أسطنبول في 2 أكتوبر 2018، فيما وصف كاتب مقرب من اردوغان ولي العهد السعودي بأنّه "عدو لتركيا". وبعد أكثر من أسبوعين من الصمت، اعترفت السعودية ليل السبت الأحد بأن خاشقجي قتل في قنصليتها في أسطنبول، لكن رواية المملكة ينظر إليها، حتى من قبل حلفائها، على أنها متناقضة وغير مرضية. وقد سلطت القضية الضوء على ولي العهد الأمير محمد، الذي يقود حملة إصلاح في المملكة، لكنه يواجه الآن سلسلة اتهامات بأنه أمر بقتل كاتب الرأي في صحيفة واشنطن بوست وهو ما تنفيه الرياض بشدة. وتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يقاوم الضغوط لوقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية، عن تصريحه بأنّ رواية الرياض عن الواقعة "جديرة بالثقة"، ليعود ويشير الاحد الى "اكاذيب" في روايات الرياض حول قضية خاشقجي. وقالت صحيفة يني شفق التركية اليومية الموالية للحكومة إن المسؤول الامني السعودي ماهر عبد العزيز مترب، المشتبه بانه قائد العملية، اتصل ببدر العساكر رئيس مكتب الامير محمد "أربع مرات بعد الجريمة". وقالت أحد عناوين الصحيفة إن "الدائرة تضيق حول ولي العهد". وقدّم الصحافي عبد القادر سيلفي، الذي يتم رصد مقالاته في صحيفة حرييت اليومية كونه مقربا من السلطات، ما قال إنه تفاصيل جديدة مؤكدا ان على الأمير محمد تحمل المسؤولية. وقال سيلفي إن خاشقجي تعرض للخنق من قبل فرقة اغتيال سعودية في عملية استغرقت نحو ثماني دقائق. ثم قام ضابط برتبة مقدم في قسم الطب الشرعي السعودي بتقطيع الجثة إلى 15 قطعة أثناء الاستماع إلى الموسيقى. و اضاف سيلفي "لا يمكننا إغلاق هذا الملف حتى يزاح ولي العهد (السعودي) من منصبه ويقدم للمحاكمة. لا يمكننا أن نعيش خمسين عاما مع ولي عهد هو عدو لتركيا".