نقلت تقارير صادرة عن جمعيات حقوقية بإسبانيا أن عدد القاصرين المغاربة الذين يتجولون ببعض المدن الإسبانية، في انتظار تسوية وضعيتهم، وصل إلى 8020 طفلا، منهم 5000 طفل غير مصحوب، أي ما يمثل 70 في المائة من مجموع 7145 طفلا غير مصحوب بالجارة الشمالية من مختلف الجنسيات. وأوردت صحيفة "إلباييس" مقتطفات من هذه التقارير، مؤكدة أن أغلب هؤلاء الأطفال يعيشون في جهات الأندلس وكتالونيا، وفي المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، غير أن أغلب الأطفال المغاربة الذين تسللوا إلى الجارة الشمالية هدفهم الوحيد هو الوصول إلى مدينة بيلباو، أولا، وبرشلونة خيارا ثانيا، نظرا إلى الامتيازات التي يستفيد منها بعض رفاق دربهم في الهجرة هناك، علاوة على سهولة تسوية وضعيتهم القانونية بعد بلوغهم 18 عاما. وتؤكد التقارير الإسبانية أن أغلب الأطفال المغاربة يتسللون إلى إسبانيا عبر المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية داخل تجويفات محدثة داخل سيارات تابعة لشبكات تهريب البشر، أو الاختباء في أسفل شاحنات النقل والتجارة التي تتنقل بين المملكتين، وتبقى أخطر طريقة هي المتمثلة في الركوب في قوارب موت مهترئة إلى جانب المهاجرين البالغين. وأمام ضغط الجمعيات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية، تحولت قضية القاصرين المغاربة إلى أولوية في سياسة الهجرة التي تخطط لها الحكومة الإسبانية، بعد الارتفاع الصاروخي لعدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الجزيرة الإيبيرية انطلاقا من المغرب. وقادت التحقيقات، أخيرا، إلى اعتقال 28 شخصا مشتبها فيه، أغلبهم مغاربة في مختلف المدن الإسبانية، وتفكيك منظمتين إجراميتين خطيرتين هربتا أكثر من 100 طفل مغربي إلى إسبانيا من مختلف المدن المغربية، حسب بلاغ أصدرته وزارة الداخلية الإسبانية. وتوضح الأرقام ذاتها كيف ارتفع عدد الأطفال الأجانب غير المصحوبين في إسبانيا في ظرف سنة ونصف، إذ انتقل الرقم من 4000 طفل مع نهاية سنة 2016 إلى 7145 طفلا اليوم. ويرجع هذا الارتفاع الملحوظ إلى تزايد عدد القاصرين المغاربة والقادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، حسب مصادر أخرى. وكشفت معطيات أخرى مؤقتة صادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية، أن 3214 مهاجر غير شرعي دخلوا مليلية المحتلة خلال الفترة الممتدة من 1 يناير إلى 30 يوليوز الماضي من 2018. وأوضحت المعطيات، أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين دخلوا الثغر المحتل ارتفع بنسبة 40.84 في المائة، أي بزيادة 936 مهاجرا مقارنة من الفترة نفسها من 2017. وأفادت أرقام وزارة الداخلية الإسبانية، أن 2736 مهاجرا سريا دخلوا مليلية عبر الحدود البرية خلال نفس الفترة، أي بزيادة قدرها 30.2 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من 2017، التي سجلت دخول 2101 مهاجر سري إلى الثغر المحتل.