شهد حي كولوش في أوائل الشهر الجاري اندلاع حريق بإحدى المحلات المخصصة لإصلاح السيارات الذي هو في ملكية "عزيز مرضي"، الذي كان يومها -كعادته- سكرانا حتى الثمالة من شدة ما يتعاطاه من الخمر، وكان وقتئذ متواجدا داخل محله وكانت الباب مغلقة، فأحس بحرارة النار القوية، ودخانها الكثيف الذي كاد يوشك على خنقه، وحاول جاهدا فتح الباب، إلا أن قواه قد خارت، فسقط مغشيا عليه. وفي هذه الأثناء، سمعت الكلبة صوت "مرضي" وأنينه، هذا الشخص الذي كان يعطف عليها كثيرا بمنحها "الحليب"، فقامت بجولة في محيط مكان الحادث، وشرعت في النباح وخدش الأبواب المجاورة المغلقة عسى يسمعها أحد ما فيهب لنجدة "مرضي". فنجحت الكلبة في إيقاظ الجيران، فهرع أحدهم "الميلود" ومعه جيران آخرين، فحاولوا فتح الباب إلا أنهم لم يستطيعوا ذلك، حينذاك استعمل "الميلود" -وهو صاحب محل لبيع بقايا السيارات- Pince، فكسر الباب، فوجد "مرضي" مدفونا تحت بقايا السيارات والرماد، فأخرجه وهو في حالة يرثى لها. بعدئذ حضر رجال الوقاية المدنية ثم رجال الشرطة التقنية، فتلقى الإسعافات الأولية في عين المكان، التي كانت كافية لاستعادة وعيه رغم استسلامه للخمر، النار والدخان! كان الدرس قاسيا لهذا المدمن عساه يعي ما كان يرتكبه من فعل حرام وهو في سن الشيخوخة. لكن الدرس القاسي هذا كان له تأثير بالغ، بحيث تغيرت تصرفات وأفعال "مرضي" بعد الحادث، وقد أقسم بعدم عودته لشرب الخمر، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبح يؤدي فريضة الصلاة التي كان عنها ساهيا. يقر "مرضي" بأن عمرا جديدا كُتب له بفضل الله، وبفضل رحمته عاد إلى الطريق المستقيم. أما السبب في نجاته ثم تركه لأم الخبائث فهي بالتأكيد كلبته الوفية التي فاق وفاؤها كل وفاء.