في صلاة الجمعة من مسجد التوبة، إيمي ودار ( شمال مدينة أكادير). ففي الحديث عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "سوُّوا صُفوفكم ؛ فإنَّ تسوية الصف من إقامة الصلاة". وفي رواية " من تمام الصلاة". وعنِ ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكبِ، وسُدُّوا الخَلَلَ، ولِينُوا بأيدي إخوانكمِ، ولا تَذَرُوا فُرُجات للشيطان، ومن وصَلَ صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله " . والبخاري الذي عقد في صحيحه "باب إقامة الصف مِن تمام الصَّلاة" ، إنما عني في الترجمة:" مِن تمام الصلاة" مع أن لفظ الحديث "مِن حُسنِ الصَّلاة"؛ لأنه أراد أن يبيِّن أن المراد بالحسن هنا، وأنه لا يعني به الظاهر المرئي من الترتيب، بل المقصود منه الحُسْن الحُكمي. و معنى تسوية الصفوف، وقوف المأمومين في محاذاة بعضهم لبعض، لا يكون فيها تقدُّم لأحدٍ على أحد، ولا تآخر لأحدٍ على أحد، بل يقف الجميع مصطفين؛ بحيث إن كل واحد منهم مصافٌّ للآخر. وفي ذلك معجزة من معجزات الإسلام. الثاني، أن في تسوية الصفوف حسن الصلاة وتمامها على ما تقدم من حسن حكمي. والثالث،أن تسوية الصفوف فعل مأمور به شرعا لما ينطوي عليه من طاعة الإمام وأولي الأمر في الصلاة وفي الحياة العامة. وقد يجهر المتلقي الذي أمر بالصمت في بداية الخطبة، بحقيقة الأحزاب المترامية الصفوف. فكل حزب بما لديه فرح ومنتش ضدا على المصلحة العامة لصفوف المسلمين . وفي الحزب كما في النقابات أو في الجمعيات، الصفوف غير قائمة تحت وجدان " الديقراطية" والمصالح الأنانية. ولكل قانونه وسطوته في الإدارات العمومية وفي الاقتصاد، بل وفي الشارع العام حتى صار " التركيب والتراكب" خاصية صفوفنا المتنطعة عن التسوية والإقامة. ولله الأمر من قبل ومن بعد. الدكتور عبد الوهاب الأزدي مراكش