صدق من قال بأن الفشل.. لا يتجزأ، وأن من سقط في الوحل، ستفتش له عن حسنة واحدة فلن تجدها. هذا الكلام الصادق بشكل عام، صادق بتخصيص أكثر على حكومة بن كيران المغربية، التي هي ثمرة تحالف مشوه مركزه عناصر إخوانية، ليصير ذلك التحالف الذي يحكم المغرب حاليًا، عائقًأ حقيقيًا يحول بين هذا القطر العربي وبين ما يتمناه أهله له.. صحيح أنه ليس العائق الوحيد، وليس ببعيد عن منظومة عامة تدعم أخطاءه،، لكنه على رأس تلك العوائق، الآن. هذا التحالف ابن رؤية غربية تريد هندسة المنطقة على هذه الشاكلة: إسلام مادي ونصي ( يهتم ببعد واحد من الإنسان وهو ظاهره ويهمل دواخله وسرائره بالكلية ) – ومستأنس (لا يعوق الهيمنة الاقتصادية الغربية، ويضفي شرعية على التطبيع مع العدو الصهيوني).. وهذا بالضبط ما تفعله الحكومة المغربية، وبكفاءة عجيبة. الأمر لا يتوقف عند هذا، بل تتزايد فضائح الحكومة، إن نحن أشرنا إلى حالة الرفض الشعبي المتزايدة تجاهها، خاصة مع فشلها في برامج الإصلاح ومحاربة الفساد التي كانت قد تعهدت بها، في بداية توليها السلطة.. ونعتقد أن هذا ليس بغريب، طالما حب الرئاسة كان هو الدافع الرئيسي في تولي المنصب، ولكن ليس حب الرئاسة وحده، بل ضعف الخبرة، وعدم امتلاك برنامج حقيقي للتغيير، والاعتماد على مجموعة من الشعارات الخالية من المضامين والتي تصلح للاستهلاك الإعلامي!. كان من الممكن ان نختم بخاتمة من نفس خامة ما سبق، ونكشف المزيد مما وراء هذا الصنف من المتأسلمين الجدد، وكيف أنهم صاروا مطية للمشروع الغربي من سوريا حتى المغرب مرورًا بليبا ومصر وتونس.. لكن حسبنا أن نشير إلى أن أياديهم الآثمة، التي تورطت فيما سبق، لم تتورط من فراغ، بل هي مبنية بالأساس على خلل منهجي وفكري لديهم، دفعهم لمحاربة كل من يخالفهم الرأي أو ينازلهم في ميدانهم.. ومن هنا جاء تضييقهم على الشيخ والمربي/ عبد الغني العمري الحسني، وأسرته، والذي نتج عنه اعتصام مفتوح (اضطراري) للشيخ وأسرته، بلغ لحد كتابة هذا المقال و في سابقة من نوعها 16 شهرا متتالية، رغم سائر الأصوات التي طالبتهم بالاهتمام بالأمر، والتحقيق فيما خلفه!.. ورغم أن الأمر يبدو مزعجًا، إلا أنه في الحقيقة لا يظهر غريبا، لأن الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، والتي تتورط فيما ذكرناه في الفقرات الثلاث الأولى، لا يرجى منها خير، ولا ينتظر منها أن تتورع أو تدخر وسيلة تخدم "أهدافها"..ومن ذلك محاصرة أي صوت يعارض نهجها أو يحول دون "وهبنة" الساحة المغربية!.